مجلة وفاء wafaamagazine
يُعدّ سن المراهقة مرحلة حاسمة في نمو الدماغ وتطوره، حيث تتشكّل مهارات التعلّم والذاكرة بشكلٍ كبير. في هذا السياق، تُثير الوجبات السريعة، الغنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة والسكريات، قلقًا متزايدًا بشأن تأثيرها على القدرات الإدراكية للمراهقين على المدى الطويل.
أحدث الأبحاث:
كشفت دراسات علمية حديثة عن صِلة مُقلقة بين النظام الغذائي الغني بالوجبات السريعة في سن المراهقة وضعف الذاكرة على المدى الطويل.
• دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا: أظهرت هذه الدراسة أنّ الفئران التي اتّبعَت نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون والسكريات، مشابهًا للوجبات السريعة، عانت من ضعف مستمر في الذاكرة، حتى بعد تحوّلها إلى نظام غذائي صحي.
• دراسة جامعة مونتريال: ربطت هذه الدراسة بين تناول الوجبات السريعة بانتظام في سن المراهقة وانخفاض حجم منطقة الحُصين في الدماغ، وهي منطقة مسؤولة عن التعلّم والذاكرة.
آليّات التأثير
تُفسّر الآليات التي تربط بين الوجبات السريعة وضعف الذاكرة بعدة عوامل:
• الالتهاب المزمن: تُحفّز الوجبات السريعة الالتهاب المزمن في الجسم، الذي بدوره يُلحق الضرر بالخلايا العصبية في الدماغ ويُعيق وظائفها.
• مقاومة الأنسولين: تُسبّب الوجبات السريعة مقاومة الأنسولين، مما يُؤثر سلباً على امتصاص الدماغ للكلوكوز، وهو مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا العصبية.
• التغيّرات الهورمونية: تُؤدي الوجبات السريعة إلى اختلال التوازن الهورموني في الجسم، ممّا يُؤثر على وظائف الدماغ، بما في ذلك الذاكرة.
التأثيرات طويلة المدى
يُمكن أن يُؤدي ضعف الذاكرة الناتج عن الوجبات السريعة في سن المراهقة إلى مخاطر صحية جسيمة على المدى الطويل، مثل:
• الأداء الأكاديمي: قد يُواجه المراهقون الذين يتناولون الوجبات السريعة بانتظام صعوبةً في التعلّم والتركيز، ممّا يُؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي.
• الأمراض العقلية: يُمكن أن يُزيد ضعف الذاكرة من خطر الإصابة بالأمراض العقلية، مثل الاكتئاب والخرف، في وقتٍ لاحق من الحياة.
• الأمراض المزمنة: قد يُساهم النظام الغذائي الغني بالوجبات السريعة في الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، ممّا يُؤثر سلبًا على الصحة العامة وطول العمر.
نصائح لحماية ذاكرة المراهقين
لحماية ذاكرة المراهقين من الآثار الضارّة للوجبات السريعة، يُنصح باتّباع النصائح التالية:
• إتّباع نظام غذائي صحي:
– التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات.
– تناول اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
– شرب الماء بكثرة.
• ممارسة الرياضة بانتظام:
– ممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل معظم أيام الأسبوع.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:
– من 8 إلى 10 ساعات من النوم ليلاً للمراهقين.
• تقليل التوتر:
– ممارسة تقنيات الاسترخاء
تأثيرات نفسية واجتماعية
لا تقتصر مخاطر الوجبات السريعة على الذاكرة فقط، بل تُلقي بظلالها على الجانب النفسي والاجتماعي للمراهقين أيضًا، ونذكر من ذلك:
• إنخفاض الثقة بالنفس: قد يُؤدي الشعور بالوزن الزائد أو عدم الرضا عن المظهر إلى انخفاض الثقة بالنفس لدى المراهقين.
• الشعور بالعزلة الاجتماعية: قد يُفضّل المراهقون الذين يتناولون الوجبات السريعة قضاء الوقت بمفردهم، ممّا يُؤدي إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية.
• التعرّض للتنمّر: قد يُصبح المراهقون الذين يتناولون الوجبات السريعة أكثر عرضة للتنمّر من قِبل أقرانهم.
مسؤولية العائلة والمجتمع
يقع على عاتق العائلة والمجتمع مسؤولية حماية المراهقين من مخاطر الوجبات السريعة، وذلك من خلال:
• تثقيف العائلة:
– توعية أفراد العائلة بمخاطر الوجبات السريعة على الصحة والذاكرة والنفسية.
– تشجيع أفراد العائلة على اتّباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
• دعم المدرسة:
– نشر الوعي بين الطلاب حول مخاطر الوجبات السريعة.
• دور الإعلام:
– التقليل من الإعلانات الموجّهة للمراهقين التي تُروّج للوجبات السريعة.
– نشر برامج توعوية تُظهر فوائد النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.
