مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء “
رغم ما تفرضه التطورات العسكرية جنوب لبنان من اهتمام داخلي ودولي وما يمكن ان يذهب اليه الميدان بعد مسارات التهديد الاسرائيلي ورد المقاومة عليه بالمثل .
بقي ملف رئاسة الجمهورية على حاله من الركود رغم ما تسعى اليه المعارضة من تحريك غير موفق لملف بات واضحا الانقسام حول الية تفعيله بالطريقة الدستورية الصحيحة والتي تبدأ من بديهيات الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه الممر الإلزامي للخروج مم عنق أزمة الرئاسة .
زوار رئيس المجلس ينقلون عنه ان ما يجري على جبهة الجنوب بتجاوز بخطورته اي استحقاق مع اهمية انجاز انتخاب رئيس للجمهورية الا ان والكلام لمقربين من بري ما تسعى اليه المعارضة ياتي لذر الرماد في عيون الراي العام اللبناني بعد تعنتها بعدم الانصياع الطوعي لحوار من شأنه ان يفكك عقد الخلاف بين القوى السياسية الفاعلة
وتقول المصادر بدل أن تحمل ما تسمى بمبادرة ينقلها ممثلو المعارضة الى الاطراف اللبنانية ملامح حل تقرّب وجهات النظر وتضييق المساحات الخلافية لتفتح باب الحوار والتفاهم اتت لتكحلها فعمتها لما تحمل من تناقضات لا تستوفي شروط خارطة طريق لاسيما ما طرحته القوى المسيحية لاسيما حزب القوات اللبنانية الذي يدفع باتجاه زيادة التعقيدات المحيطة بالاستحقاق برفضه مبادرة الثنائي للحوار البناء .
وتشير المصادر الى ان اسمى تجليات هذا التعقيد المرتبط بالورقة الاستفزازية التي حملها سعاة بريد القوات اللبناتية هو رفض كتلتي الثنائي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير استقبال وفد المعارضة وارجائه الى اجل غير مسمى ،استنادا الى تبريرهما لموقفهم بالقول : “إن ما تحمله ورقة المعارضة لا يرقى إلى مستوى مبادرة، بل هو أقرب إلى مناورة تهدف إلى رمي كرة المسؤولية لدى الطرف الآخر واتهامه بالتعطيل “.
اوساط الثنائي ترى أن من يريد تقديم مبادرة يجب أن يوفر لها فرص النجاح، وهو ما يتطلب منه مد يده إلى الطرف الآخر، أو على الأقل تلقّف يده الممدودة، بدل الاستمرار في استفزازه والتصويب عليه، كما يفعل حزب القوات اللبنانية حصرا، ويتماهى معه بعض من كان على طاولة معراب من نواب دورهم اطلاق النار السياسي لا اكثر ولا اقل .
تتابع الاوساط المقربة من حركة امل وحزب الله أن الثنائي لا يحتاج لشهادة حسن سلوك سياسي وسيادي ووطني من أحد وما ايمانه وقناعته بالحوار، الا دليلا على أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، سابقة للفراغ الرئاسيّ، وأن من عطّلها منذ اليوم الأول هو نفسه الفريق الذي يحاول أن يتهم غيره بالتعطيل اليوم، بل إنّه يتباكى على مجرد اجتماع لا يقدم ولا يؤخر، في حين أنه من يرفع الفيتو في وجه الحوار الحقيقي بعقد الامور ولا يسعى لاحداث اي خرق في جدار ازمة الرئاسة .
وفي وقت ينتاب المقربون من الثنائي الوطني شكا بحسن نية المعارضة في المبادرة التي أطلقتها واصفين اياها بالمناورة المكشوفة لانقسام اطرافها في الجوهر رغم التوافق في الشكل غامزين من قناة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تحديدًا، يؤكد المقربون من المعارضة على أن الأخيرة موحدة ومتضامنة ومتقاطعة رغم زعم الثنائي حسب توصيفهم .
من هنا يتبين ان ما تشهده البلاد من حراك مشتت احيانا ومتضامن حينا اخر ان فجوة الانقسام تزداد اتساعا سيما وان اولويات المرحلة تتطلب موقفا وطنيا يلامس نتائج التطورات الميدانية وتهديدات الكيان الإسرائيلي ومواجهته وليس الاختباء خلف ملفات داخلية يحمل كل طرف مسؤولية تعطيلها لطرف اخر فيما تذهب اوساط محايدة لاستنتاج قد يكون هو المرجح انتظاره اي كلمة السر التي قد تنطلق من وسط التسويات المنتظرة على المستويبن الاقليمي والدولي وخاصة بين دول محور المقاومة وعلى راسها ايران ودول التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وعلى راسها الخماسية الدولية وعلى راسها فرنسا وامربكا .