مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء “
قاب قوسين أو أدنى اما أن يكون اللبنانيون أمام رئيس منتخب أو تعود الأوراق للاختلاط من جديد.
هكذا يستشرف عدد من المطلّعين على الاستحقاق الرئاسي المزمع في التاسع من كانون الثاني القادم، وعلى الرغم من أنّ أقل من شهر يفصل عن موعد الجلسة النيابية المخصّصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعد شغور تخطى السنتين، لا زالت المهلة الممتدة لتاريخ الجلسة تتزامن مع الأعياد التي يمكن أن تجمّد المشاورات السياسية، وحركة اللقاءات بين الفعاليات، والكتل النيابية إلى حد كبير، إلّا إذا كانت مفاعيل الاستحقاق قد أتمت في المضمون غرضها ويبقى التفصيل في المخارج الشكلية.
من هنا ترى المصادر السياسية ان التشابك السياسي والتعارض في سلة الأسماء يبقي جلسة التاسع من كانون الثاني على حافة الانهيار والتأجيل بسبب غياب أي من الإشارات التي توحي بالتوافق بين مختلف الكتل على المرشح الذي يمكن أن يكون مقبولا من الجميع، أو بالحد الأدنى من أغلبية وازنة ومؤثرة في صندوق الاقتراع.
ثمّة رأي يقول إن البحث في الأسماء قد لا يخرج الى العلن والجديّة قبل ربع الساعة الأخير، وأن المشاورات الحقيقية مرحلة الى ما بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، وان كان ثمة رأي آخر يقول إن اسم قائد الجيش اللبناني الممددة ولايته سنة إضافية العماد جوزيف عون هو الذي يتصدر قائمة الأسماء المتداولة رغم تأكيد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية استمرار ترشيحه حتى اللحظة الأخيرة ما اعتبره الآخرون إسقاطا للإجماع الدولي على قائد الجيش المعلق تأييده حتى الآن من قبل الثنائي الوطني وكتلة لبنان القوي.
تتابع المصادر انه وفي حين يحظى قائد الجيش بدعم واضح من قبل العديد من القوى السياسية، المحلية ومن المجتمعين العربي والدولي إلّا ان تساؤلات عن الموقف الداخلي منه، خصوصا الفيتو من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على عكس الحماس والاندفاعة التي يبديها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبعض الكتل النيابية المعارضة والتي اعتبرتها مصادر مراقبة قناعا يحمل وجه العماد عون ليخفي حقيقة وجه سمير جعجع الطامح لكرسي بعبدا وهو ما لوّح به جعجع بترشيح نفسه على اعتبار أن الفرصة مؤاتية بعد التطورات التي عصفت بالمنطقة وخاصة في سوريا.
على الرغم من هذا التشابك والتضاد الداخلي المتمخض عن الكيد السياسي وتنافس النفوذ بين الأحزاب المسيحية خاصة، يقول المطلّعون إن حظوظ قائد الجيش الرئاسية تبقى الأعلى في لائحة الأسماء المرشحة.
الى ذلك تنقل أوساط مقرّبة من جعجع رغم إبدائه الليونة استنادا الى أن رئيس حزب القوات اللبنانية هو أول من طرح إمكانية دعم عون، قبل فتح البازار الرئاسي، إلّا ان هناك من يعتقد أن تغيّر المعادلات بعد الحرب الإسرائيلية، يفرض تغيرا في المقاربة والعقلية التي يدار بها الاستحقاق الرئاسي، لذلك يلوح بترشيح نفسه، باعتبار أن فرصة المعارضة اليوم بإيصال مرشح يمثلها بالمباشر، لا تعوّض وهذا ما عبر عنه أكثر من نائب يغرّد في سرب الحكيم.
وأمام هذه المعطيات يبقى لنا أن نسأل عما إذا كانت التجاذبات السياسية والتباعد بين الأقطاب من شأنه أن يحدث تأجيلا للجلسة بضعة أيام، أو أسابيع إذا كان مسحوبا على خريطة طريق المعارضة التي تراهن رفع أسهم جعجع أو غيره ممن تنطوي عليها الورقة المتداولة في أروقتها الداخلية؟