مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الإعلامية وفاء بيضون
أسس العام المنصرم للعديد من التطورات التي أحدثتها التحولات الميدانية والسياسية على أكثر من صعيد وبأكثر من مكان ذات صلة بالتأثير على الواقع اللبناني .فبعد العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على لبنان وما حمل من معطيات تجاوزت الجبهة ، والميدان إلى رسم خرائط جديدة للمواجهة بين “المقاومة واسرائيل” من شأنها أن تلحظ تغييرا في المسار السابق وخاصة فيما يتعلق بمندرجات القرار الأممي المطاط في التفسير ، والتنفيذ خاصة من رؤية الكيان الإسرائيلي له معطوفا على تطورات مشهد المنطقة لا سيما سورية بعد سقوط “نظام الاسد” والترتيبات الجديدة “لهيئة تحرير الشام” التي بدأت بالتحرك العملي على المستويين الداخلي من خلال ترتيب البيت السوري الجديد ، والخارجي بصدد تسويق الدولة بمحدثاتها القانونية والسياسية وحتى رؤيتها للمنطقة والمجتمع الدولي .
من هنا يمكن أن يأخذ العام الجديد منطلقا لجملة من الاستحقاقات الداهمة في الساحة اللبنانية ،والتموضعات التي انتجتها الاحداث ما يدفع الى استشراف مرحلة جديدة يقول العارفون انها بالغة الدقة ، والتعقيد ، والاصطفافات .
الى ذلك تتوقف العديد من المصادر عند ابرز ما افرزه العام المنصرم مستحضرة الحرب التي اختصرت اهم احداثها وما شهده من دمار واغتيالات لم يكن اولها عملية تفجير “البيجر واللاسلكي” وربما لم يكن اخرها اغتيال رأس المقاومة السيد حسن نصرالله وكبار قادة الميدان وصولا الى اتفاق وصفته هذه المصادر بالكمين المتقدم للبنان والذي قد تنفجر مندرجاته في اي لحظة ، وسط مخاوف من تعميق الانقسام بين حلفاء “حزب الله” وخصومه، الذين يعتقدون أنّه بات في أضعف أحواله، وقد فقد قدرته على التأثير، بخسارة أمينه العام السابق، فإن حال السياسة لم يكن أفضل بكثير، حيث جمدت كلّ الاستحقاقات، وسط آمال بانتظامها مجددا في العام الحالي ، الذي انطلق سياسيا بإنتخاب رئيس للجمهورية العماد ” جوزاف عون بعد شغور تجاوز السنتين .
تتابع المصادر في رؤيتها للقادم من العام الجديد طارحة محاذير ومخاوف ما قد ترسو عليه المتغيرات وخاصة موقع لبنان “الجيو سياسي” وحتى “الديمغرافي” على خلفية تفاقم ازمة النزوح السوري باضافة النزوح الجديد بعد سقوط النظام متحدثة عن غيض من فيض محطات العام القادم على المستوى السياسي والعسكري المعكوس على قطاعات أخرى، ولا سيما منها الاقتصادية.
في الاجمال ثمة محطة تنتظر لبنان في ظل ما ترسمه الخرائط السياسية الجديدة بعد وصول “دونالد ترامب” الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية ورغبته في تصفير التوترات انما على طريقته التي كانت ولازالت في اولى اولوياتها تامين مصالح اسرائيل الامنية في المنطقة من بوابة التطبيع التدريجي ولبنان ليس ببعيد عن هذه الخارطة ومن بوابة الضغط الاقتصادي والامني عليه وبوسائط سياسية تحمل في طياتها شروطا وفرائض ليس بعيدا عنها استحقاق لبنان الرئاسي .