مجلة وفاء wafaamagazine
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أنه “علينا ان نكون يدا واحدة لاعادة بناء البلد وهي ليست بصعبة اذا ما صفت النوايا”، مشددا على “أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكن البلد من النهوض مجددا لا سيما اقتصاديا”، معتبرا أن “تشكيل الحكومة في اسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بان لبنان بات على السكة الصحيحة”، مجددا تأكيده انه “على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية، ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدتها”.
وإذ دعا الرئيس عون الى “تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة”، اعتبر ان “لبنان يكبر بجميع ابنائه لأي طائفة انتموا”، وشدد على “تحفيز الطاقات في لبنان المقيم كما في بلاد الإنتشار لتكون في خدمته”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وكاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان الذين زاروا قصر بعبدا لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية.
آرام الأول
وكان الرئيس عون استقبل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول على رأس وفد من الأساقفة، ضم، المطارنة اوشاكان تشولويان، ناريك اليميزيان، شاهي بانوسيان، بارين ورطانيان، فاغيناك ميوليان، انانيا كوجانيان، اسطيفانوس باشايان، شنورهك اشكيان، باروير شيرنيزيان، والرؤساء العامين فيكان دال كيليجيان، هواكيم بانجارجيان، زاوين ناجاريان، اردوازت شارويان، اوشين شوال يرطانيان، افيديك دير قره بيتيان، سركيس ابراهاميان، كيفورك قره كوزيان وازاد فيليكيان.
في مستهل اللقاء، تحدث الكاثوليكوس آرام الاول، فقال: “نحن هنا في هذا البيت اللبناني، للتعبير باسم كنيستنا وشعبنا وخصوصا اللبنانيين منهم، عن تهنئتنا الحارة بانتخابكم رئيسا للجمهورية. وأود عن اعبر في الوقت نفسه عن التضامن معكم، أولا على المستوى الشخصي في سدة الرئاسة وفي المهام التي تتولونها، نزوركم كممثلين عن طائفتنا في لبنان فيما لدينا جالية على امتداد دول العالم، الا ان مركز كنيستنا هو في لبنان ما يدل على ان هذا البلد يشكل قلب الطائفة الأرمنية ومركزها ووجودها. فخامة الرئيس، انكم تضطلعون بمسؤوليات شديدة الأهمية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ لبنان الحديث وأبناء طائفتنا ينظرون اليكم كمبعث امل للبنان”.
أضاف: “لقد عبرتم في خطاب قسمكم عن رؤيتكم الواضحة للامور التي يجب تنفيذها ما يشكل خريطة طريق للبنان. من هنا، فباعتقادي ان مسؤوليتكم على رأس الجمهورية اللبنانية ليست مسؤولية رئاسية عادية بل رسالة سامية. فالعمل في هذه المرحلة من تاريخ لبنان ليس مسؤولية عادية، لا سيما وانكم ملتزمون بتحقيق هذه الرسالة. ويمكن لكم ان تتأكدوا من ان طائفتنا في لبنان، كنيستنا واحزابنا ونوابنا، هم الى جانبكم في مهامكهم”.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: “زيارتكم عزيزة على قلبنا”، مؤكدا ان “الطائفة الأرمنية في لبنان لطالما كان لها دور بناء منذ وصول أبنائها الى لبنان. ان طائفتكم كانت ولا تزال منتجة وابناءها ممثلون في المجلس النيابي ومجلس الوزراء والقوى المسلحة. وكما قلتم، فان الجالية الأرمنية منتشرة في كل اصقاع العالم، ولبنان يشكل لها المركز الأساس. وانكم لتشكرون على مساعدتكم ومساهمتكم في بناء المجتمع اللبناني ولطالما كان لكم الدور الفاعل في ذلك”.
اضاف: “اننا على مفترق طرق. صحيح ان امامنا فرصا كثيرة، إلا انه علينا نحن ان نختار بين استغلالها او خسارتها. علينا ان نكون يدا واحدة لاعادة بناء البلد وهي ليست بصعبة اذا ما صفت النوايا، اوعلينا اذ ذاك ان نتحمل المسؤولية. لقد تلقينا إشارات إيجابية كثيرة كما تلقينا دعوات من الخارج، وعلينا في المقابل ان نرسل إشارات إيجابية أيضا ان شاء الله تتكلل بتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني لتتمكن من الإنتاج وتمكين البلد من النهوض مجددا لا سيما اقتصاديا ليعود الى السيرعلى الطريق الصحيح”.
ورأى إن “المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، لانها تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين من كل اطيافهم من أحزاب ومجتمع مدني وروحي لاعادة بناء البلد. ان يدا واحدة لا تصفق ورئيس الجمهورية لا يمكنه العمل بمفرده. ان خطاب القسم ليس حبرا على ورق بل وضع لينفذ وبقدر ما ننفذ منه نحقق الافضل للمجتمع. هناك أولويات، صحيح، لكن الخطاب لم يكتب كوجدانيات، بل بلغة الشعب ومعاناته. لم نتناول ما هو خارج عن الواقع بل وصفنا الواقع الذي يحتاج للمعالجة ونحن جاهزون لذلك، شرط تضافر الجهود لتحقيق الامر على قاعدة المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية. فاذا ما تضافرت الجهود لصالح المصلحة العامة نقول ان لبنان وضع على السكة الصحيحة”.
وفي الختام قدم الكاثوليكوس ارام الأول للرئيس عون نسخة من الكتاب المقدس باللغة الأرمنية تعود الى القرن الثاني عشر.
تصريح آرام الأول
بعد اللقاء أدلى الكاثوليكوس آرام الأول بتصريح الى الصحافيين، قال فيه: “قدمنا تهنئة حارة الى رئيس الجمهورية والشعب اللبناني، واكدنا للرئيس تضامننا الكامل معه. ان مسؤوليته ليست عادية، بل هي في جوهرها رسالة. رسالة من اجل خلاص لبنان. نحن نعيش في مرحلة مصيرية في تاريخ لبنان. فخلاصه يجب ان يكون رسالة رئيس الجمهورية، والحكومة، وكل الطوائف والأحزاب السياسية. الطائفة الأرمنية منخرطة بشكل فعال في هذه الرسالة. يجب العمل من اجل لبنان وتعميق الوحدة الداخلية فيه”.
يونان
ثم استقبل رئيس الجمهورية بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على رأس وفد ضم، رئيس أساقفة بغداد وامين سر السينودس المقدس المطران مارافرام يوسف عبّا، النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن شرفاً المطران مارغريغوريوس بطرس ملكي، النائب العام لابرشية بيروت البطريركية المطران مارمتياس شارل مراد، مدير اكليريكية سيدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة المطران مار اسحق جول بطرس، القيم البطريركي العام وامين سر البطريركية المونسنيور حبيب مراد، امين السر المساعد في البطريركية ومسؤول رعية اللاجئين العراقيين والسوريين الاب كريم كلش، عميد كهنة ابرشية بيروت البطريركية الخوراسقف ايلي حمزو، الرئيس العام للرهبان الافراميين، الاباتي حنا ياكو، الرئيسة العامة لجمعية الراهبات الافراميات والام هدى الحلو.
في مستهل اللقاء، توجه البطريرك يونان بالتهنئة الى الرئيس عون، شاكرا “العناية الإلهية على تحقيق آمال اللبنانيين في هذه المرحلة بلبنان الواحد والحضارة والرسالة”، ولفت الى “حب السريان التاريخي للبنان وبذلهم الدماء في سبيله وهم يعتبرونه وطنا للجميع مهما كان حجهم، اقلية كانوا ام أكثرية”، وتمنى له النجاح في “تحقيق خطاب القسم الذي اتسم بالوضوح والشفافية”.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون معتبرا أنه “لا فرق بين مكون وآخر في لبنان بغض النظر عن حجم هذا المكون”، وقال: “نحمل جميعا هوية واحدة، أقليات واكثريات، ونتفيأ في ظل علم واحد ونعيش المصاعب معاً ونستفيد معاً من الفرص بتضامننا وبعملنا يدا واحدة على امتداد الوطن، أحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا ومجتمعا روحيا”.
واعتبر رئيس الجمهورية ان “المطلوب من الجميع اليوم، ان يكونوا على قدر المسؤولية، ومن لا يستطيع تحمل مسؤولية قراره، لا يجب ان يكون في سدة المسؤولية”، وقال: “لا يجب ان نلوم الآخرين على أوضاعنا، مسؤولية النهوض بلبنان هي مسؤوليتنا، وحين نشكل الحكومة ونبدأ العمل من أجل المصلحة العامة، هناك الكثير من الدول التي أبدت الرغبة الجدية بمساعدتنا. فالفرص امامنا اليوم كثيرة وعلينا ان نحسن استغلالها، وبادرة تشكيل الحكومة في اسرع وقت تعطي إشارة ايجابية الى الخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، وذلك لا يتحقق الا بخروجنا من الزواريب الضيقة والمصالح الشخصية والفئوية والطائفية”.
ونوه ختاما، بـ”المساهمة الفاعلة لطائفة السريان الكاثوليك في مختلف جوانب الحياة اللبنانية”.
تصريح يونان
بعد اللقاء، قال البطريرك يونان في تصريح: “جئنا نهنىء فخامة الرئيس ونهنىء لبنان وأنفسنا بإنتخابه رئيسا يجمع ويوحد وينهض بلبنان العزيز بكل امانة وإخلاص من دون تفرقة او تمييز. طلبنا منه ان يكون حقيقة رئيسا للبنان كله، بأحزابه وطوائفه ومكوناته. وكسريان اكدنا لفخامته اننا معه في مسيرة النهضة هذه لكي يبقى لبنان رسالة ومهدا للحضارة، وملجأ لجميع المضطهدين والصورة الحقيقية للتعددية والحوار والاحترام المتبادل بين الجميع”.
ميناسيان
ثم استقبل الرئيس عون كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان على رأس وفد، ضم، الاسقف المعاون لابرشية بيروت البطريركية المطران كريكور باديشاه، المونسنيور باتريك موراديان، الاب القاضي افيديك هوفانسيان، الاب بارج سبع، شربل بسطوري، فاروج نركيزيان وميشال دوشيديرفيان.
في مستهل اللقاء، تقدم البطريرك ميناسيان من الرئيس عون بالتهنئة، وقال: “فخامة الرئيس، ما سأقرأه الان ليس بما يقال في سبيل القول فقط، لا بل هو ما نشعر به من أعماق قلوبنا ونحن أمينون على كلامنا بالفعل والإخلاص. لقد اتينا اليكم بفريق مصغر لنبارك انتخابكم وللتمني لكم بالنجاح والتوفيق. أتينا، لا لنثبت وجودنا وحسب لأننا من هذه الأرض وارض الوطن تشهد على تاريخنا تاريخ الأرمن الكاثوليك في لبنان منذ قرون. والتاريخ يشهد أيضا على اخلاقنا وتعلقنا وترسخنا في هذا الوطن. لذلك احببنا ان نكون في هذه الساعة السعيدة مقربين من فخامتكم وخصوصا مرصعين بخطاب قسمكم الذي عبرتم فيه عن حرصكم العميق على وحدة الشعب وتقدم الدولة، والنداء لكل المسؤولين في هذا الوطن لكي يكونوا الى جانبكم في هذه المسيرة واضعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولنؤكد معكم حرصكم على جميع مكونات الوطن من دون استثناء، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا البلد العزيز”.
اضاف: “ارتكازا الى هذه المبادىء والقيم السامية، نريد ان نؤكد لكم محبتنا واخلاصنا لكم ولوطننا الحبيب لبنان واستعدادنا للعمل والتضحية في سبيل نجاح عهدكم هذا. هدفنا هو المشاركة والمساعدة والعطاء بروح المحبة والإخلاص”.
رد الرئيس عون
ورد رئيس الجمهورية بكلمة، شكر فيها البطريرك ميناسيان والوفد المرافق على حضورهم، مؤكدا ان “لبنان يكبر بجميع ابنائه لأي طائفة انتموا، ذلك ان هذا التنوع الذي فيه هو الذي ساهم في إعطائه الدور الذي يتمسك به الجميع في الداخل والخارج على حد سواء”، مشددا على “أهمية العمل معا، كل من موقعه في سبيل تحقيق الأهداف التي نلتقي حولها فنكون جميعا مساهمين بقيامة لبنان”، معتبرا ان “الطائفة الأرمنية مكون أساس فيه وهي عامل تلاق بين مختلف مكوناته، ومن بينها رجال قداسة وتقوى وعلم وإقتصاد ونبوغ فكري يحرص ابناؤها على مواصلته”.
واكد الرئيس عون ان “في لبنان المقيم كما في بلاد الإنتشار طاقات يجب تحفيزها لتكون في خدمته، من خلال نهج تعاط قائم على إيلاء المصلحة العامة المرتبة الأولى بشفافية وتكامل وهذا ما يتطلع العالم إلينا لكي نكرسه فيكون الى جانبنا”.
تصريح ميناسيان
بعد اللقاء، قال البطريرك ميناسيان في تصريح: “امنياتنا هي امنيات جميع المواطنين والسياسيين والمسؤولين الحزبيين الذين أتوا ووضعوا انفسهم في خدمة هذا الوطن. هذه هي الروحية التي نتشارك وإياهم بها، وعلينا جميعا التفكير في ما نعطيه لهذا الوطن وخدمته لا بما نأخذه”.
سفير الصين
وكان الرئيس عون استقبل سفير الصين تشان منجيان الذي سلمه رسالة خطية من رئيس جمهورية الصين الشعبية تشي جين بينغ تضمنت التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية. وجاء في رسالة الرئيس الصيني:
” تربط الصين ولبنان الصداقة التاريخية، وتحافظ العلاقات بين البلدين على زخم جيد من التطور في السنوات الأخيرة، حيث تتعزز الثقة المتبادلة بينهما على الصعيد السياسي وتتعمق الصداقة بين الشعبين. انني اولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الصينية اللبنانية ومستعد للعمل معكم سويا على تطوير علاقات الصداقة القائمة بين الصين ولبنان وتدعيم التعاون المتبادل بينهما في كل المجالات، بما يخدم الشعبين بصورة افضل. سيواصل الجانب الصيني كالمعتاد دعمه الثابت للجانب اللبناني في الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ويواصل تقديم ما في وسعه من المساعدة للجانب اللبناني في تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب. أتمنى لكم موفور الصحة والتوفيق، ولبلادكم الازدهار والرخاء ولشعبها السعادة والأمان”.
وحمل الرئيس عون السفير مانجيان تحياته لنظيره الصيني، مؤكدا حرصه على “تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة”.
وكانت جولة افق تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والتعاون بين لبنان والصين والمساعدات التي قدمتها لقطاعات عدة فيه.
جزار
واستقبل الرئيس عون القائمة بالاعمال لدى سفارة لبنان في البرازيل كارلا جزار وعرض معها العلاقات الثنائية بين لبنان والبرازيل، واطلع على أوضاع اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني فيها.