
مجلة وفاء wafaamagazine
مع اقتراب موعد التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في آب المقبل، يعود الكلام مجدّداً عن دورها ومهمّاتها وسط ضغوط دولية عموماً وأميركية على وجه الخصوص تعود إلى أعوام خلت، وتحديداً منذ تزايد المواجهات في الجنوب بين إسرائيل و”حزب الله”، لتعديل هذه المهمّات. وبعدما كان الهدف في السابق يرمي إلى توسيع تلك المهمات والصلاحيات، باتت اليوم ترمي إلى تقليص عديدها وربما إنهاء وجودها، في ضغط متزايد على لبنان الذي يتمسّك بهذه القوات.
وكتبت” النهار”:
رئيس المجلس نبيه بري الذي تلقف الضغوط الجديدة أعلن قبل أيام أنه “مع هذه القوات، ظالمةً كانت أو مظلومة”، في إشارة منه إلى تمسّكه ببقاء “اليونيفيل”. ولا يتوقف اهتمام بري ببقاء هذه القوات على دورها الميداني المساعد للجيش، وإنما يذّكر بدورها الاقتصادي ومساهماتها في إنعاش مناطق وجودها في الجنوب، علماً بأن هذا البعد أخذ على مر السنين بعداً اجتماعياً مع حالات المصاهرة التي سُجّلت بين أفراد من هذه القوات وعائلات جنوبية.
ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها لبنان للضغط على مشارف التجديد لليونيفيل. وكان ينجح أمام كل محاولة في هذا الاتجاه في الحفاظ على وجودها، خصوصاً أن التعديلات التي غالباً ما تأتي
من واشنطن كانت ترمي إلى ما هو ابعد من الهامش الضيّق لمهامها، وتنحو في اتجاه العمل على فتح التفاوض على تثبيت الحدود البرية، الأمر الذي سبق أن عمل عليه الموفد الرئاسي الأميركي السابق آموس هوكشتاين، وتعمل عليه حالياً خليفته مورغان أورتاغوس المتوقع أن تزور لبنان بعد عطلة عيد الأضحى، بحيث يكون ملفّ اليونيفيل أسير تطبيق القرار ١٧٠١ وورقة ضغط مهمة يمكن استعمالها في دفع لبنان نحو سحب سلاح “حزب الله” تنفيذاً لهذا القرار.
لكن الاختلاف هذه المرة ينبع من أن التجديد يأتي بعد أشهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزام إسرائيل به، بحيث تعجز اليونيفيل عن القيام بدورها ضمن اللجنة العسكرية المكلفة مواكبة تطبيق الاتفاق. كذلك يتزايد الضغط الإسرائيلي من أجل تعطيل عملها تمهيداً لإنهائه، مع توجّه تل أبيب إلى ضمان أمن حدودها بقواها لا بأيّ قوى دولية اعتادت وجودها على طول الخط الأزرق، بحيث تعجز عن مواجهة “حزب الله”، رغم أن التعديل الأخير لمهامها العام الماضي رمى إلى إعطائها هامش تحرّك أكبر من دون التنسيق مع الجيش، علماً بأن ثمة من يسأل عمّا سيكون دور ١٥ ألف جندي من ٤٤ دولة إذا تمّ توسيع مهامهم وخروجهم عن التنسيق مع الجيش.
أمام هذا الواقع، لا يزال لبنان في حال ترقّب لما سيُطرح على مجلس الأمن في هذا الشأن خصوصاً أن الأمور لم تتبلور بعد، كلّ ما هو معلن، يتمثل في ما تنقله بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة، وسفراء يتحرّكون على خط لبنان، منهم من ينقل أن الجوّ الأوروبي هذه المرة يسير في الركب الأميركي. ولكن الأكيد أن لبنان لا يملك إلا العمل على المسار الديبلوماسي من أجل الضغط على إبقاء دور اليونيفيل ووجودها.