الرئيسية / آخر الأخبار / السكري الخفي : «النوع الخامس» يظهر للعلن!

السكري الخفي : «النوع الخامس» يظهر للعلن!

مجلة وفاء wafaamagazine

في نيسان 2025، أعلن الاتحاد الدولي للسكري (IDF) عن تصنيف نوع جديد من مرض السكري سُمّي رسمياً النوع الخامس من السكري (Type 5 Diabetes)، وهو يختلف كلياً عن النوعَين الأول والثاني المعروفَين.

يتميّز هذا النوع بارتباطه المباشر بسوء التغذية في الطفولة أو خلال المراحل الأولى من النمو، ما يؤدّي إلى خلل في تطوّر خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس.

ما الذي يميّز هذا النوع؟
بخلاف النوع الأول القائم على اضطراب مناعي، أو النوع الثاني المرتبط بزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين، ينشأ النوع الخامس بسبب نقص التغذية أثناء الطفولة، ممّا يؤدّي إلى عدم اكتمال نمو البنكرياس.
المصابون لا يعانون من مقاومة الإنسولين ولا من هجوم مناعي، بل من ضعف في إنتاج الإنسولين نتيجة النمو غير السليم للبنكرياس.

مَن الأكثر عرضة للإصابة؟
– مَن نشأوا في بيئات فقيرة غذائياً، خصوصاً في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
– الأشخاص ذوو النحافة المفرطة (BMI أقل من 19)، خصوصاً الذكور.
– بعض الفئات الهشّة في الدول المتقدّمة مثل المهاجرين أو الأطفال في دور الرعاية.
تشير تقديرات أولية إلى أنّ أكثر من 25 مليون شخص حول العالم قد يكونون مصابين بهذا النوع من دون تشخيص دقيق، إذ يُخلط كثيراً بينه وبين النوعَين الأول والثاني.
ومن التحدّيات الكبرى أنّ بعض المرضى يُعالجون بجرعات زائدة من الإنسولين قد تُسبّب لهم هبوطاً حاداً في السكّر.

العلاج: التغذية أولاً
يُعتبر النظام الغذائي الغني بالبروتين، منخفض الكربوهيدرات، والمدعوم بمغذيات دقيقة مثل الزنك والمغنيسيوم والفيتامينات A وD، هو الأساس في الوقاية والعلاج. كما تُستخدم أحياناً جرعات خفيفة من الإنسولين أو أدوية فموية.

الأطعمة المفيدة تشمل:
مصادر بروتين حيواني: الدجاج، السمك، البيض، ومنتجات الألبان.
مصادر نباتية: البقوليات، المكسرات، الكينوا.
أغذية غنية بالمغذيات الدقيقة: مثل السبانخ، الجزر، المحار، الشوكولاتة الداكنة، والسلمون.
النوع الخامس ليس مستجد وجودياً، بل من ناحية الاعتراف العلمي به. وهو يُبرز أهمية التغذية في السنوات الأولى من الحياة، ليس فقط للنمو السليم، بل للوقاية من أمراض مزمنة قد تظهر بعد عقود. التغذية الجيدة في الطفولة هي حجر الأساس لصحة مستقبلية مستدامة.