
مجلة وفاء wafaamagazine
كتب عماد مرمل في “الجمهورية” :
تردّدت أصداء مواجهات السويداء في لبنان عموماً، والجبل، خصوصاً حيث هبّ الدروز للتعاطف مع اشقائهم في سوريا، وإن اختلفت مواقف القيادات حيال تعريف ما يحصل وسبل معالجته.
على وقع صور الفيديو الصادمة وإيقاع الأنباء المتواترة، يتابع رئيس «الحزب الديموقراطي» اللبناني طلال أرسلان بقلق مسار التطورات في السويداء، وسط شعور لديه بأنّ مخططاً مريباً يستهدف طائفة الموحدين الدروز، في إطار إعادة «هندسة» دور سوريا وموقعها الجيوسياسي، بعد إسقاط نظامها السابق وتولّي الرئيس احمد الشرع السلطة.
وإزاء المخاطر التي تهدّد مصير الدروز في السويداء، لا يجد أرسلان مفراً من طلب حماية خارجية لهم، دولية وخليجية، ما عدا «الاسرائيلية»، والاّ فإنّ مستقبلهم سيكون مجهولاً.
ويقول أرسلان لـ«الجمهورية»، إنّ لديه انطباعاً بأنّه تمّ تلزيم الأقليات في سوريا، ولا سيما منها الدرزية والكردية لأحمد الشرع، مقابل أدوار موكل بها على مستوى العلاقة مع «إسرائيل» وتركيا.
ويلفت أرسلان إلى أنّ أحداث السويداء وقعت بعد الاجتماعات التي قيل إنّها عُقدت اخيراً بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين في أذربيجان، متسائلاً: «هل يمكن أن نصدّق بأنّ تسلسل الوقائع على النحو الذي حصل هو مجرد مصادفة؟».
ويشدّد أرسلان على أنّ حماية دروز سوريا لا يمكن أن تتمّ من خلال احمد الشرع او الكيان الإسرائيلي، «إذ هما وجهان لعملة واحدة، وهذا ما دفعني إلى المطالبة بتدخّل دولي وخليجي، من أجل وضع حدّ لما تتعرّض له طائفة الموحدين». ويعتبر «انّ خطر سلوك دولة الشرع لا يهدّد فقط الدروز وغيرهم من الأقليات، بل الاعتدال السنّي أيضاً»، مشيراً إلى انّ «سوريا الانفتاح والتنوع باتت على المحك في ظلّ السلطة الجديدة».
ولا يخفي أرسلان تخوفه من الانعكاسات المحتملة للوضع السوري على لبنان، لافتاً إلى «انّ البلد يبدو مشرّعاً على كل الاحتمالات عبر الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية، إضافة إلى الداخل المفخخ بخلايا كامنة ونائمة». َويعتبر أنّ «هناك ما يشبه حفلة جنون في البلد، حيث اننا نستغرق في انقسامات ومهاترات تُضعف مناعتنا الداخلية، بينما تواجهنا تحدّيات مصيرية تتطلب أعلى مقدار من التماسك الوطني».
ويضيف أرسلان: «من المستغرب هذا الإلحاح لدى البعض على المطالبة بنزع سلاح المقاومة فوراً، بينما يتمّ في المقابل تجاهل قنبلة موقوتة تتمثل في وجود نحو مليوني نازح سوري و500 ألف لاجئ فلسطيني يشكّلون تحدّياً ديموغرافياً للبنان، عدا عن الرياح الساخنة التي تهبّ علينا من الحدود المحيطة بنا».
ويستهجن أرسلان كيف أنّ السلاح الذي يصادره الجيش في جنوب الليطاني يُمنع عليه الاحتفاظ به بل يُطلب منه ان يتلفه، لافتاً إلى أنّ هذه إشارة واضحة إلى أنّه لا يُراد للجيش اللبناني أن يكون قوياً وقادراً على حماية السيادة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، «وذلك ضمن استراتيجية إبقاء الجيوش العربية المحيطة بكيان الاحتلال ضعيفة، كما جرى مع الجيش السوري الذي تمّ حلّه، وقبله الجيش العراقي الذي مرّ في تجربة مماثلة».
ويؤكّد أرسلان «انّ المطلوب هو بدء النقاش الجدّي في الاستراتيجية الدفاعية، التي من شأنها استخدام كل عناصر القوة في خدمة مبدأ حماية لبنان».