مجلة وفاء wafaamagazine
لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى أننا “نحث الدولة على تعزيز المؤسَّسات الاجتماعية بدفع مستحقَّاتها في حينها ورفع سقفها، فهي تؤدِّي خدمةً اجتماعيَّةً، إنسانيَّةً وتربويَّةً وتأهيليَّةً، لا تستطيع الدَّولة القيام بها، بل تَقوم مقامها في هذا الواجب”.
وأشار الراعي خلال عظة قدَّاس “يوم السَّلام العالميّ” في كنيسة الكرسيّ البطريركيّ بكركي الى أن “باب السلام في لبنان هو تشكيل حكومة متحررة من كل تدخل للأحزاب فيها وأصحاب النفوذ السياسي، لأن هؤلاء إذا واصلوا نهج المحاصصة والإقصاء والتفرد فإنهم يفشلون الحكومة في مهدها ويعادون الشعب اللبناني، بعد ثمانين يومًا من انتفاضته، وكأنَّه لم يفعلْها. فتيقَّظُوا أيُّها المسؤولون السِّياسيُّون، وتجرَّدُوا من مصالحكم الخاصَّة وحساباتكم، ولا تعتدُّوا بمالكم وعتادكم ومكانتكم، بل كونوا صانعي سلام. فيَكفيكم هدمًا للدَّولة ومؤسَّساتها، وزَجًّا لها في المزيد من حالات الإفلاس، وإفقارًا للشَّعب، وانتهاكًا لكرامته. وفي كلِّ حالٍ يبقى رجاؤنا وطيدًا باللَّه وحده، القادر على مَسِّ الضَّمائر وتحرير القلوب. وإليه نُصلِّي من أجل هذه الغاية”.
وأضاف الراعي: “كثيرٌ من العقبات والمِحَن تَعتَرِض السَّلام. وأهمُّها الحروب والنِّزاعات المتزايدة التي تَضرِبُ على الأخصِّ الأكثرَ فقرًا وضعفًا؛ سلاسل الاستغلال والفساد التي تُغذِّي البغض والعنف؛ حرمان العديد من الرِّجال والنِّساء والأطفال والمسنِّين من كرامتهم وسلامتهم البدنيَّة وحرِّيَّتهم، بما فيها الحرِّيَّة الدِّينيَّة، ومن الأمل بالمستقبل؛ وأخيرًا لا آخرًا الاذلال والاقصاء والظُّلم”