مجلة وفاء wafaamagazine
أكد وزير الخارجية ناصيف حتّي أن هدف الحكومة الجديدة في مرحلة ما بعد نيل الثقة في البرلمان(ستعقد جلسة برلمانية الثلاثاء لمنح الثقة) تعزيز العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وأعضاء مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى الإنقاذ المالي والاقتصادي.
كما أشار في مقابلة مع “العربية.نت” إلى أن “رئيس الحكومة حسّان دياب سيقوم بجولة قريباً على الدول العربية والخليجية لهذه الغاية”.
إلى ذلك، شدد على تمسك الحكومة الجديدة بمبدأ النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وسياسة المحاور.
تعزيز العلاقات مع الدول العربية
وقال “هناك أطراف سياسية عدة في لبنان لديها رأيها وموقفها من العلاقات مع الدول العربية، لكن بصفتي ممثلاً للحكومة اللبنانية في الخارج أؤكد التزامنا بالبيان الوزاري لجهة تطلّعنا إلى توثيق وتعزيز العلاقات مع الدول العربية الشقيقة في المجالات كافة وترتيب البيت العربي”.
كما أضاف “نطّلع إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية وفق قاعدة الاخوة والاحترام المتبادل، وهذه مصلحة مشتركة للبنان وأشقائه العرب”.
ثلاث مراحل امام الحكومة
إلى ذلك، أوضح أن”هناك ثلاث مراحل أمام حكومة مواجهة التحديات كما سمّيناها، الاولى تمتد حتى مئة يوم من اجل تحقيق انجازات في ملفات ضاغطة، لاسيما في المجال الاجتماعي، والثانية مدتها عام اما الثالثة فتمتد حتى ثلاث سنوات (وهي المدة المتبقّية من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون).
وكان الاطلالة الخارجية الأولى للوزير الجديد ناصيف حتّي بعد تشكيل الحكومة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب منذ اسبوعين لرفض “خطة السلام الأميركية”، حيث أكد موقف لبنان الرافض لها، داعياً الى العودة الى مبادرة السلام العربية التي اقرّتها القمة العربية في بيروت في العام 2002.
حكومة كل لبنان
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الحكومة هي حكومة حزب الله، قال وزير الخارجية اللبناني “كل طرف يستطيع توصيف هذه الحكومة كما يريد، لكن أؤكد أنها حكومة كل لبنان”.
كما أضاف “هناك اراء متنوّعة ومتعددة لكل فريق في لبنان تعكس رؤيته السياسية، لكننا نطلب ونتمنّى على الفرقاء كافة ألا يتّخذوا مواقفاً قد تسبّب توتراً في العلاقات مع الدول العربية. لا أطلب من كل فريق أن يُغيّر قناعاته، لكن الا يكون له طروحات سياسية قد تنعكس سلباً على العلاقات مع الدول العربية، لكن يبقى في النهاية التأكيد على أن الموقف اللبناني الرسمي تُعبّر عنه الحكومة مجتمعةً”.
يذكر أنه بعد 11 اجتماعاً للجنة الوزارية الخاصة، اقرّت الحكومة اللبنانية الجديدة البيان الوزاري الذي يُحدد برنامج عمليها على الصعد كافة، وستعرضه على البرلمان الثلاثاء المقبل للتصويت على منح الثقة للحكومة، وذلك في خضم اسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود وتثير غضب الشارع.
وفي الفقرة المتعلّقة بالسياسة الخارجية، شدد البيان الوزاري على ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والسعي لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، مع التأكيد على حق اللبنانيين في المقاومة.
ملتزمون النأي بالنفس
إلى ذلك، أوضح حتي “أن لبنان يلتزم بسياسة النأي بالنفس والابتعاد عن الصراعات القائمة في المنطقة. لبنان دفع ثمناً كبيراً نتيجة الخلافات في المنطقة ونحن الان نطّلع الى تعزيز العلاقات مع الدول العربية، كما اننا نريد ان نتحرّك على الصعيد الدولي من اجل تطوير علاقاتنا مع المجتمع الدولي، لان استقرار لبنان هو مصلحة عربية ودولية”.
كما لفت إلى “أن محاسبة الحكومة ستكون على اساس ما ستُنجزه في ما خصّ السياسة الخارجية، واُعيد واكرر اننا سنعمل على تعزيز وتوثيق العلاقة مع العرب”.
وشكّل الرئيس حسان دياب في 21 يناير/كانون الثاني حكومة مؤلّفة من عشرين وزيراً، غالبيتهم أكاديميون ووجوه غير معروفة، وقال انها مؤلّفة من اختصاصيين حصراً، إلا ان متظاهرين ومحللين يعتبرون انها بمثابة واجهة للقوى السياسية التي وافقت على تسمية دياب رئيساً للحكومة، في إشارة إلى حزب الله وحلفائه.
برنامج اصلاحي اقتصادي
وأكد الوزير اللبناني”أن الازمة الاقتصادية والخوف من تداعيتها على الصعيد الاجتماعي ولاحقاً السياسي تُشكّل التحدّي الابرز امام الحكومة، لذلك فان مسؤوليتنا جميعاً ان نتّجه الى الدول الصديقة ببرنامج يحمل اصلاحات هيكيلية واساسية في المجال الاقتصادي من اجل انقاذ لبنان وتعزيز الاستقرار فيه”.
السفينة تغرق والاولوية للانقاذ
الى ذلك، أوضح “انه سيأتي يوم وتُطرح فيه الاستراتيجية الدفاعية (مناقشة السلاح غير الشرعي الموجود بيد منظمات واحزاب خارجة عن سلطة الدولة)، لكن اليوم الازمة الاقتصادية هي التحدّي الاكبر. السفينة تغرق والوقت يعمل ضدنا والاولوية الان انقاذ لبنان اقتصادياً ونحن نعوّل على مساعدة اشقائنا العرب، وسنطرح لاحقاً الامور الاخرى منها الاستراتيجية الدفاعية”.
وتضمّن البيان الوزاري للحكومة الجديدة بنداً متعلّقاً بالنازحين السوريين ودعوتهم الى العودة الى المناطق السورية التي باتت آمنة.
عودة آمنة للنازحين السوريين
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية على أهمية “العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين وعلى مراحل”، قائلاً “لا يُمكن انتظار حلّ الازمة السورية بشكل كامل كي تتم هذه العودة. لا بد من تنظيم عودة آمنة للنازحين الى المناطق التي باتت مستقرّة امنياً”.
وطالب المجتمع الدولي “بمزيد من المساعدات من اجل دعم النازحين وتوفير حياة كريمة لهم، لكن تبقى اولوياتنا عدم انتظار التسوية النهائية للازمة السورية والبدء بإعادتهم الى المناطق الآمنة وعلى مراحل”.
كما أكد”ان زيارة سوريا ليست واردة حتى الان في برنامج جولاتي الخارجية. اولويتنا حالياً الوضع الاقتصادي وتعزيز علاقاتنا العربية والدولية من اجل انقاذ لبنان، وعملية الانقاذ يجب ان تكون وفق برنامج اصلاحي واضح ورد في مؤتمر “سيدر”.
tayyar