مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة.
بعد مباركة أغصان الزيتون وتلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب، ملكنا”.
وقال: كما اختتم يسوع إعلان رسالته الخلاصية بدخوله لآخر مرة إلى أورشليم قبل آلامه وموته وقيامته، كذلك نحن أيضا نختتم مسيرة الصوم التي عادت بنا إلى ذواتنا بالصيام بأفعال التقشف والإماتة، وبما فرضه علينا فيروس كورونا تكفيرا عن خطايانا؛ وعادت بنا إلى الله بالإصغاء إلى كلامه وقراءة علامات الزمن ولاسيما علامة الفيروس، وبالتوبة إليه بندامة داخلية حقيقية؛ كما عادت بنا إلى إخوتنا الفقراء والمعوزين، بترميم علاقة المحبة والتضامن معهم. ولذلك نقيم في هذا اليوم صلاة الوصول إلى الميناء، وبها نستعد لدخول مسيرة أسبوع الآلام مع الفادي الإلهي.”
وأضاف:عيد الشعانين هو عيد الأطفال الذين يتوافدون إلى الكنيسة مع والديهم وأهلهم، مرتدين الثياب الجميلة الجديدة، حاملين الشموع وأغصان النخل والزيتون كعلامة لإيمانهم بالمسيح الملك وحبهم له. ويسير الجميع في تطواف بهيج، مواصلين التطوف وراء يسوع الذي قام به تلاميذه مع الشعب والأطفال وكل الذين جاؤوا إلى أورشليم لعيد الفصح. ولكن فيروس كورونا جاء يحرم الجميع، في كل نواحي الأرض، من بهجة العيد والاحتفال به في الكنائس، ويحرم الأطفال من سعادة عيدهم؛ ويوقع العديد من العائلات والأطفال في حال الفقر والحرمان؛ ويفتك بمئات الآلاف من الضحايا.”
وأشار الى “أننا اليوم من بيوتنا، بواسطة وسائل الاتصال، نشارك روحيا في فرحة العيد، فالمسيح هو العيد وإليه نصرخ بإيمان:
“هوشعنا”، هلم يا رب وخلصنا من خطايانا وشرورنا، خلصنا والعالم من فيروس كورونا، أرجع الحياة إلى الكرة الأرضية، وارفعها من جمودها القتال.”
وقال: هلم واخنق الضغينة في القلوب والحقد والحسد والبغض. هلم وانصر ذوي الإرادة الحسنة من حكام ومسؤولين لينهضوا ببلدانهم، ويعززوا السلام فيها والوحدة، ويؤمنوا السلم الأهلي: السياسي والغذائي والصحي والتربوي. هلم واطفئ الحروب والنزاعات والخلافات.
هلم وافتقد النازحين عن أوطانهم واللاجئين، وحرك ضمائر حكام العالم ليعملوا على عودتهم بكرامة إلى بلدانهم، لكي يواصلوا كتابة تاريخهم، ويغنوا تراثاتهم ويعززوا ثقافاتهم. هلم واجعل من وسائل الاتصال الاجتماعي أدوات بناء للجسور، وتعزيز للحضارات، وتكوين للرأي العام السليم والصحيح”.