مجلة وفاء wafaamagazine
معالي وزير التّربية الدّكتور طارق المجذوب،
ما بعرف إذا معاليك حاسس بالهلع والقلق، ويئسان من الوضع اللّي نحنا فيه، وضايق خلقك من القعدة بالبيت، وتعبان نفسيًّا متلنا، أو عايش بكوكب تاني ما فيه كورونا، ولا فيه أزمات، والحياة عندك بألف خير. ولكن أنا حابب إعطيك كم معلومة مهمّة بتعوزها بالأيّام اللّي جايي:
أوّلًا: الأهل مش قادرين يدفعوا للمدارس، لأنّن أنجأ قادرين يطعّموا ولادن. واليوم ربطة الخبز عند الأهل أبدى وأهمّ من قسط المدرسة ومن العلم والشّهادة. وبالتّالي، المدارس الخاصّة مش قادرة تدفع معاشات أساتذتها، رغم إنّو الأساتذة عم يشرحوا أونلاين، وعم يبعتوا دروس للتّلاميذ، وعم يعملوا كلّ شي مطلوب منُّن. ومعاليك أكيد بتعرف إنّو في أساتذة كتار ما عندُن مدخول تاني غير هالمعاش تا يعيشوا بكرامة، ويطعّموا ولادُن، ويدفعوا أجارات بيوتُن… لذلك، يا ريت معاليك بتهتمّ بتأمين معاشات الأساتذة بالمدارس الخاصّة متل ما عم تهتمّ بتأمين معاشات الأساتذة بالمدارس الرّسميّة إذا بدّك التّعليم أونلاين يستمرّ.
ثانيًا: الشّكاوى والملاحظات كتيرة من الأهالي عالتّعليم أونلاين (عن بعد). في تلاميذ ما معن موبايل ولا عندن لابتوب، وفي تلاميذ ما عندن “واي فاي” بالبيت لأنّ ال ٥٠٠٠٠ ليرة بالشّهر بدل الإنترنت مش قارين الأهل يدفعوها، وفي تلاميذ عم يمرقوا بأوضاع معيشيّة صعبة كتير ومش قادرين يركّزوا عالدّرس، وفي تلاميذ عندن صعوبات تعلّميّة ومش عم يفهموا عالأساتذة وبحاجة للمساعدة بالبيت، وفي أهل مش قادرين يساعدوا ولادن بالدّرس وما عندن معرفة بكتير موادّ، وفي تلاميذ مش آخدين موضوع “الأونلاين” بجدّيّة وبالتّالي مش عم يدرسوا… وفي أمثلة كتيرة إذا بتحبّ إبعتلك ياها بالأسماء والأرقام، حتّى تتأكّد إنّو كلامي مبني على إثباتات ووقائع… لذلك، يا ريت بتوقّف هالطّريقة لأنّها برأيي غير فعّالة وعم بتشكّل عبء كبير على بعض الأساتذة وعلى كتير من الطّلّاب، وطالما في مدارس عم تقول لأساتذتها إنّو لازم يعيدوا كلّ شي انعطى أونلاين بسّ يرجعوا عالمدارس.
ثالثًا: نحنا اختنقنا، وعلّ قلبنا، وتلفت أعصابنا، واحترق سلّافنا، وضاق خلقنا، واستوى الرّزّ معنا، وكرهنا حالنا، وقرفنا حياتنا، وعم نقتّل دبّان وجّنا، يعني صرنا بحاجة لعطلة طويلة بعد انتهاء أزمة الكورونا كرمال نضهر من بيوتنا نكزدر، ونتنفّس، ونشمّ الهوا، ونريّح أعصابنا، وننسى اللّي صار فينا قبل ما نرجع عالمدارس، ومعاليك عم تفكّر تردّنا دغري تا نكمّل العام الدّراسي بلا ما تاخد بعين الاعتبار الوضع النّفسي للأساتذة، والطّلّاب، والأهل.
رابعًا: طلّاب البروفيه والتّرمينال عم يمرقوا بظروف اجتماعيّة واقتصاديّة ومعيشيّة صعبة كتير عم تؤثّر كلّها على وضعُن النّفسي وعلى تركيزُن وقدرتُن على الحفظ والاستيعاب. ومعاليك أكيد بتعرف إنّو التّلميذ مهما يكون ذكي وشاطر، إذا ما كان مرتاح نفسيًّا ما بيعطي نتيجة جيّدة ولا بيشتغل متل ما لازم، وبالتّالي أكيد رح يرسب بالامتحانات، ويمرق بأزمة نفسيّة صعبة ممكن توصّله للانتحار متل ما صار مع الطّالب “عبّاس حسين يزبك” السّنة الماضية.
يا ريت يا معالي الوزير، وأنا واثق إنّك الشّخص المناسب بالمكان المناسب وقدّ المسؤوليّة الملقاة على عاتقك، بتفكّر منيح، وبتاخد قرار جريء لو ما ناسب الكلّ، وبتنهي العام الدّراسي وبتلغي الشّهادات الرّسميّة، أريحلك، وأريحلنا، وأريح للطّلّاب وأهلُن.
وشكرًا
#رأي_حرّ
#رأي_شخصي
#وزارةالتّربيةاللّبنانيّة