مجلة وفاء wafaamagazine
شقير سيكون حاضراً في الجلسة الافتتاحية وحسب!
ميسم رزق
يصل الموفد الأميركي ديفيد شينكر الى بيروت اليوم للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود، الأربعاء، فيما لم يعلن لبنان رسمياً عن وفده المفاوض حتى الآن. بحسب المعلومات، سيحسم الرئيس ميشال عون اليوم هذا الأمر، بينما لا تزال إشكالية توسيع الوفد قائمة
رسمياً، لم يُصرّح بعد عن الوفد اللبناني الذي سيتوجه الى الناقورة يومَ الأربعاء المقبل. الخبر الوحيد المؤكّد هو ما أعلنته قيادة الجيش عن اجتماع عقده قائده، العماد جوزيف عون، مع الوفد المكلف بالتفاوض. الاجتماع ضمّ كلاً من العميد الطيار بسام ياسين (نائب رئيس أركان الجيش للعمليات)، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، والخبير في المفاوضات الحدودية نجيب مسيحي. حتى هنا، لا يزال كل شيء طبيعياً. غيرَ أن ما لم يُكشف عنه هم الأعضاء الإضافيون. ففي اليومين الماضيين كانت لدى رئيس الجمهورية (وبعض مستشاريه) فكرة أن يضمّ الفريق المفاوض ممثلاً عن وزارة الخارجية اللبنانية، هو هادي هاشم (مدير مكتب الوزير ومستشار للوزير السابق جبران باسيل)، إضافة إلى رئيس هيئة إدارة البترول وسام شباط، فيما كانَ لافتاً التداول باسم أنطون شقير، المدير العام لرئاسة الجمهورية، ليكون حاضراً في المفاوضات!
هذا الأمر أثار استياء فريق 8 آذار، ومخاوف ثنائي حزب الله وحركة أمل. فمحاولات الحكومة الإسرائيلية إعطاء المفاوضات صبغة سياسية، عبر ضمّ مسؤولين حكوميين في وفد العدو، تستوجب اتخاذ لبنان موقفاً رافضاً والإصرار على حصر التمثيل بالمستويين العسكري والتقني، ثمّة في لبنان من يحاول التعامل بالمثل عبرَ اختيار شخصيات سياسية وحكومية مدنية تمثل لبنان، علماً بأن التفاوض الذي سيحصل هو لحل نزاع مع دولة معادية، وهذا ما يفترض أن ينحصر دور التفاوض بالجيش وحده. لذلك لم تتوقف الاتصالات في اليومين الماضيين، للتباحث مع عون ونصحه بعدم الوقوع في الفخ.
وفيما يصل اليوم الى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، للمشاركة يوم الأربعاء في الجلسة الافتتاحية، لا يزال أمر الصورة «التذكارية» التي طلبها شينكر، لجلسة التفاوض الأولى، التي ستجمع كل الأطراف، غير محسوم بعد! مصادر بعبدا تقول إنه «لا اعتراض عليها»، بينما تنفي مصادر عسكرية الأمر، وتؤكّد أن «من المستحيل أن تكون هناك صورة تجمع الوفدين اللبناني والإسرائيلي معاً»، مع العلم بأن هذا الطلب كانَ يجِب أن يُقابل بالرفض ومن دون أدنى تفكير، نظراً إلى أهمية هذه الصورة في البازار الانتخابي الأميركي والإسرائيلي. فهل على لبنان أن يكون عراباً لحملات دونالد ترامب وبنيامين نتيناهو ويقدّم صورة سيتسنى لواشنطن تسويقها كما لو أنها جزء من عملية السلام في المنطقة؟