مجلة وفاء wafaamagazine
أكد الاختصاصي اللبناني في الطب النسائي في مستشفى “سان كارلو دي نانسي” في روما أندريه شكرجي، في حديث إلى “الوكالة الوطنية للإعلام، أن “الفحوص التي أجريت في بعض المستشفيات، منها المستشفى الشهير Fatte Bene Fratelli، الخاصة بالعثور على مجموعة من اللدائن الدقيقة في عينات من أنسجة مشيمات الأمهات، صحيحة”.
وقال: “إن المسألة تحتاج إلى المزيد من الدراسات لمعرفة انعكاسات كل ذلك على الجنين، رغم خطورة الوضع. القضية ليست جديدة، بل لأنها تفاقمت أخذت المختبرات تهتم أكثر بها، وهي تتطلب المزيد من العمل. الدراسات التي تقوم بها المعاهد الطبية العلمية تحتاج لبعض الوقت لمعرفة التأثير المباشر على الجنين بسبب الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، لكن هناك تأكيدا لا شك فيه، أن للمواد الكيميائية دورا في تلف نظام مناعة الجنين النامي. حتى الآن، لم تستبعد أي دراسة العواقب المحتملة على صحة الإنسان في ما يتعلق بامتصاص الجسم لجزئيات مادة البلاستيك”.
أضاف: “في الحقيقة، إن جزئيات المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في مستويات السلسلة الغذائية، وكذلك في الهواء الذي نتنفسه، وفي الماء الذي نشربه. لذلك التعرض اليومي للدائن البلاستيكية في الأشهر الأولى من الحمل ، يمكن أن يغير في الواقع التوازن بين الهرمونات الذكرية والأنثوية للأم، ما يؤثر على نمو الجنين، ويزيد من مخاطر تشوهات الأعضاء التناسلية. لقد تأكد لنا ذلك من خلال دراسة أميركية نشرت في مجلة علم الغدد الصماء والنظام الغذائي The Journal of Clinical Endocrinology adn metabolism”.
وأشار الطبيب اللبناني الى أن “الخبراء يوصون بتجنب الفاكهة والأطعمة المعبأة، للحد من التعرض لهذه الأخطار، واستخدام أوعية زجاجية أو فولاذية أو خزفية أو خشبية لتخزين الطعام، وعدم تسخين الحليب أو الطعام في البلاستيك”.
في السياق، كتبت صباح أمس جريدة “الكورياري ديلا سيرا” في صفحة علوم وطب: “يقول الباحثون في أكبر المستشفيات الإيطالية في روما فاتي بيني فراتيللي والمتخصصون في طب الأطفال وعدد من المعاهد الصحية في الشمال الإيطالي أنه مع وجود جزئيات البلاستيك في الجسم، يعرض جهاز المناعة. ان جهاز المناعة الذي يتعرف على نفسه يكون مضطربا. الأمر يشبه إنجاب طفل سايبورغ. لم يعد يتكون فقط من خلايا بشرية، بل هو مزيج من كيان بيولوجي وكيانات غير عضوية”.
أضافت الصحيفة: “في المستشفى المذكور وجدت هذه السنة عند 12 سيدة لدائن بلاستيكية دقيقة في مشيمها، ما أذهل الأطباء. وكشفت المختبرات ثلاثة من البولي بروبيلين Polypropylene الملون. واكتشف عند عدد آخر من الحوامل لدائن لم يكن من الممكن سوى تحديد الأصباغ فقط، والتي استخدمت جميعها للطلاء من صنع الإنسان والدهانات والمواد اللاصقة ودهانات الأصابع والبوليمرات ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية”.
وتفيد تلك المختبرات، لا سيما مستشفى Fatte Benen Fratelli، أن جميع الجسيمات التي وقع تحليلها، عبارة عن مواد بلاستيكية مصبوغة باللون الأزرق أو الأحمر أو البرتقالي أو الوردي. وبلغ حجم اللدائن الدقيقة في الغالب 10 ميكرونات (0.01 مم)، ما يعني أنها صغيرة الحجم بما يكفي كي تمر عبر مجرى الدم.
وكتبت المجلة الطبية Medicina: “المسألة أخذت تقلق الملايين من الحوامل والأمهات نظرا للدور الحاسم للمشيمة في دعم نمو الجنين وفي العمل كحلقة وصل بين البيئة الأخيرة والبيئة الخارجية، فإن وجود جزيئات بلاستيكية خارجية قد يكون ضارا وهو أمر يدعو إلى القلق الشديد”.
على الرغم من الجهود التي قامت بها دول العالم والاتحاد الأوروبي خصوصا للتقليل من خطر البلاستيك على صحة الأنسان، ما زال العديد من الدول يعتمد بصورة يومية أساسية على استخدام المواد البلاستيكية أو مواد أخرى يتداخل في تكوينها مواد بلاستيكية”.