مجلة وفاء wafaamagazine
في خلاصة إطلالة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، توقفت مصادر متابعة لملف التأليف أمام ثلاثة عناوين: رمى كرة التعطيل في حضن العهد، وضع عون أمام الأمر الواقع: إما ان يتعاون معه وفق الشروط التي أعلنها طبقاً للمبادرة الفرنسية وطبيعة المرحلة وتحدّياتها، وإما انّ الفراغ سيراوح. ولاحظت هذه المصادر، انّ الحريري أعطى اللبنانيين جرعة أمل مهمّة في إمكانية تجاوز الأزمة المالية في حال تمّ التقيُّد بالحكومة التي يقترحها، الأمر الذي يرفع من منسوب ضغط الرأي العام على عون واستطراداً على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
ورأت المصادر نفسها، انّ الحريري نجح في الآونة الأخيرة، وتحديداً في كلمته أمس، في الظهور بمظهر المنقذ وإظهار العهد في مظهر المعطِّل، قاطعاً الطريق على أي حرف للأزمة في اتجاه طائفي، من خلال تذكيره بمواقف والده برفض العدّ، وتمسّكه بهذا المبدأ، وانّه آخر شخص يمكن ان يعتدي على حقوق الطوائف، فيما همّه الأساس تلبية حقوق جميع اللبنانيين بما يخدم كل الطوائف.
في هذه الاثناء، بدا انّ العهد لن يتعامل إيجاباً مع ما تضمنته كلمة الحريري، بدليل الردود الفورية التي صدرت عن أكثر من نائب وقيادي في تكتل «لبنان القوي»، الأمر الذي يعني أنّ الأزمة ستراوح، فيما الوساطات الداخلية اصطدمت بالحائط المسدود، ولا مؤشرات إلى وساطات خارجية في الأفق القريب، وبالتالي المتوقع هو مزيد من السخونة السياسية بين قصر بعبدا و»بيت الوسط»، ومزيد من التأزُّم على أكثر من مستوى، ومزيد من الفراغ في انتظار ما هو غير معلوم بعد، طالما انّ عون والحريري ليسا في وارد التراجع، وطالما انّ رهان عون على تراجع الحريري لم يكن في محله.