الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / اجتماع روسيا ـــ «الأطلسي»: أجواء «إيجابية»… وترقّب لاستكمال المفاوضات

اجتماع روسيا ـــ «الأطلسي»: أجواء «إيجابية»… وترقّب لاستكمال المفاوضات

مجلة وفاء wafaamagazine

كما كان متوقّعاً، لم يُسفر اجتماع روسيا و«حلف شمال الأطلسي» (الناتو) الذي استغرق أربع ساعات، وترأسه وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، وعن الحلف المندوبون الدائمون لأعضائه الثلاثين، عن أي مخرجات حول الضمانات التي تطلبها روسيا من الحلف. وذلك على غرار الاجتماع الذي عُقد أول من أمس بين الجانب الروسي والأميركي. إلا أن الاجتماع نفسه ذو أهمية في منع تدهور العلاقات بين الجانبين، بينما تتجّه الأنظار إلى مشاورات الغد التي ستعقد في فيينا بين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وروسيا.

وقد تلت الاجتماع أجواء ديبلوماسية إيجابية تمثلت في إعلان «الناتو» جاهزيته لإعادة فتح مكتب في موسكو، على لسان الأمين العام للمنظمة، ينس ستولتنبرغ، كما أبدى الاستعداد لاستقبال البعثة الروسية إلى «الناتو»، بعد قرار تخفيض إلغاء اعتماد ثمانية من موظفي البعثة الروسية في 6 تشرين الأول بمزاعم أن «الناتو شهد زيادة في النشاط الروسي الضار»، فيما اعتبر الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، آنذاك، أن قرار الحلف «يقوّض» العلاقات بين «الناتو» وروسيا «على الرغم من التصريحات المتناقضة لممثلي الحلف».

وصرح ستولتنبرغ، أثناء مؤتمر صحافي عقده في أعقاب الاجتماع: «نأسف من قرار روسيا إغلاق بعثتها الديبلوماسية لدى الناتو ومكتب الناتو لدى موسكو. وأكدنا بوضوح سعينا إلى استئناف عمل البعثة الروسية لدى الناتو ومكتب الحلف لدى موسكو لأننا نثق بالحوار ونحتاج إلى حوار جوهري».

ورغم ذلك، اعتبر ستولتنبرغ أن «هناك خلافات كبيرة بين أعضاء الحلف من جهة وبين وروسيا من جهة أخرى (…) ولن يكون من السهل تجاوز خلافاتنا» مشيراً إلى أن «هناك مؤشراً إيجابياً بجلوس جميع حلفاء الحلف مع روسيا إلى طاولة واحدة ومناقشة قضايا جوهرية».

وفوق ذلك، هدد ستولتنبرغ بالقول إن أي استخدام للقوة الروسية ضد أوكرانيا سيكون خطأً سياسياً فادحاً وسيكلف روسياً ثمناً باهظاً.

ثم عقَّب: «الحلف مستعد لإجراء مزيد من المحادثات مع موسكو بشأن مجموعة من القضايا من بينها الحد من التسلح ونشر الصواريخ. وأضاف أن روسيا طلبت بعض الوقت للرد».

ومن جهته، رأى منسق الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أنه يجب إنشاء آلية أكثر فعالية لإدارة الأزمات بالتعاون بين الاتحاد وروسيا. وأضاف في بيان نشرته الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية: «ستكون المهمة الأولى هي العودة إلى المبادئ العامة للهياكل الأمنية المنصوص عليها في اتفاقية هلسنكي وميثاق باريس ووثيقة روسيا ـــ الناتو التأسيسية». والمهمة الثانية فتتمثل في «إنشاء آلية أكثر فعالية لإدارة الأزمات جنباً إلى جنب مع روسيا». والمهمة الثالثة فهي «إنشاء آليات دائمة وسريعة الأداء لمنع حدوث نزاعات، والدفع بإجراءات تعزيز الثقة»، بحسب ما ذكر.

وفيما شارك في الاجتماع عن الولايات المتحدة، النائبة الأولى لوزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، دعت عقب الاجتماع روسيا إلى البقاء إلى طاولة المفاوضات بعد الجولة الأولى من المحادثات. وقالت شيرمان: «إذا انسحبت روسيا، فسيكون من الواضح تماماً أنهم لم يكونوا جادين أبداً في السعي إلى الديبلوماسية، وهذا هو السبب في أننا نستعد بشكل جماعي لكل احتمال».

ويأتي ذلك منافياً للتصريحات الروسية التي أقرت مراراً نيّتها في التفاوض. وهو ما كرّرته موسكو، اليوم، على لسان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بالقول: «نحن لا نتفاوض من موقع قوة. ليس هناك ولا يمكن أن يكون هناك أي مجال لتوجيه إنذارات نهائية هنا»، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال بحاجة إلى «إجابات شافية».

كما جدّد بيسكوف الاستعداد الروسي للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا شريطة الوفاء بالاتفاقات الحالية. وأضاف أن التدريبات التي أجرتها القوات الروسية بالذخيرة الحية والدبابات بالقرب من الحدود الأوكرانية، أمس، ليست لها صلة بالمحادثات مع «الأطلسي».

وكان نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، الذي ترأس الوفد الروسي في محادثاته مع الجانب الأميركي، أول من أمس، قال عقب الاجتماع إن المحادثة «صعبة وطويلة ومهنية للغاية وعميقة ومحددة». وأضاف أن موسكو تأمل في قدرة الناتو على فهم خطورة وصول الحوار حول الضمانات الأمنية إلى طريق مسدود واتخاذ خطوة نحو المقترحات الروسية.

وفي 17 كانون الأول الماضي، نشرت وزارة الخارجية الروسية مسودة اتفاقيتين منفصلتين، الأولى بين روسيا والولايات المتحدة، وأخرى مع «الناتو» بشأن الضمانات الأمنية. واستناداً للوثيقة يترتّب على الحل عدم القيام بأي نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى. وأيضاً، يجب على روسيا وحلف الناتو الالتزام بعدم تهيئة الظروف التي يمكن أن يعتبرها الطرف الآخر تهديداً.