
مجلة وفاء wafaamagazine
اشار رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، في تصريح، الى أن “الوضع مأزوم عموما في الشرق الأوسط و”شديد التعقيد” في لبنان باعتراف الجميع. ذلك أن المبعوث الأميركي توم باراك يكتفي بتبليغ ما تريده اسرائيل ويترك لها أن تقرر ما تشاء باعتبار أن واشنطن لا تستطيع أن تفعل شيئا مع تل أبيب في الموضوع اللبناني. وأكثر ما يمكن أن تقوم به هو “النصيحة”. وكذلك يفعل الوسيط الأميركي ويتكوف في غزة فيحمل “حماس” مسؤولية وقف المفاوضات بعد أن أبدت تجاوبا واضحا مع المقترحات الأميركية ويتغاضى عن كون الحكومة الاسرائيلية “شرعت” في الكنيست الاستيلاء على الضفة الغربية” .
وقال: “لا شك أنه في الاقليم لا أحد يعترض على دور فاعل للإدارة الأميركية. بل إن هناك استعدادا لتقبل الدور الأميركي أكثر من أي وقت مضى. لكن ما يعوق هذا الدور الأميركي هو أن واشنطن تساير تل أبيب في كل شيء وتستجيب لها حتى أن السفير الاميركي في اسرائيل مايك هاكابي يبدو متعاطفا معها أكثر من ولائه للولايات المتحدة الأميركية. فهو يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بمهمة إلهية” خدمة لاسرائيل ويحث غلاة الانجيليين الأميركيين على مساندة توسع اسرائيل في الجغرافيا وفي السيطرة على كامل فلسطين، باعتبار ذلك يسهم في قيام اسرائيل القوية لظهور السيد المسيح. والمعروف أن هاكابي هو المنظر الأساسي حاليا للمسيحانية الصهيونية ومن المشجعين على “تجويع غزة” وعلى رفض أي اعتراف غربي بدولة فلسطين على النمط الذي قامت به فرنسا ورئيسها ماكرون”.
اضاف: “ومن الطبيعي في حال كهذه أن تبرز ” تحفظات” على الوساطات الأميركية، سواء في سوريا أو لبنان وحتى في غزة. والسبب هو مراعاتها للمصالح الإسرائيلية. علما بأن هذا الإنحياز الأميركي ينعكس سلبا على دور واشنطن ويتيح الفرصة أمام أوضاع جديدة، لاسيما وأن السياسات الاسرائيلية التوسعية تستدرج عداوات جديدة لاسرائيل، من بينها تركيا الشريكة في الحلف الأطلسي بسبب تهديد اسرائيل لمصالحها في سوريا والسعي إلى تفتيتها وتقسيم تركيا نفسها” .
ورأى أن “المسار الذي تأخذه المنطقة مع المعالجات الأميركية المنحازة يفاقم الوضع في سوريا، وليس مستبعدا أن تكون النتائج مماثلة في لبنان بحكم النسيج الإجتماعي الواحد في البلدين. فمع بداية الأحداث في سوريا في العام ٢٠١١ وصولا إلى العام ٢٠٢٥ كان التوصيف دوليا وغربيا وعربيا إلى هذه الأحداث باعتبارها أزمة سياسية. حاليا مقاربة التوصيف تختلف. المقاربة هي “حرب طائفية” وهذا يعني أن لبنان مهدد “باللهيب السوري الطائفي” وباحتمالات انكفاء “للغة المشترك” بين اللبنانيين، ما يعطي فسحة إضافية ودفعا لدور التنظيمات الدينية المتطرفة. من هنا على الإدارة الأميركية أن تحسن وتتفهم قراءة ما يريده الرئيس جوزاف عون في جوابه على الورقة الأميركية. وأن تصبر عليه وألا تستعجله في خطوات مربكة وأن تعطيه الوقت الكافي للتفاوض مع حزب الله وكذلك أن لا تكون “حيادية” في موضوع الإنسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة، أو أن تهدد بالعصا الاسرائيلية كما يفعل مبعوثها توم باراك”.
وختم محفوظ: “ليس من الصحيح “تطابق المصالح الأميركية والاسرائيلية” كما يروج سفيرها هاكابي. كما أن تأجيج شرارة الطائفية يمكن أن تشعل المنطقة بكاملها بحروب طائفية متواصلة فلا يعود من السهل على واشنطن التحكم بمنابع النفط والغاز ولا في إعاقة “طريق الحرير” للصين ولا في تشجيع “إسلام معتدل ومنفتح” ولا في إقامة اتفاقات استراتيجية للشركات الأميركية مع الخليج والمنطقة، لأن ذلك يفترض تثبيتا للاستقرار تكون فيه المتحكمة الإدارة الأميركية المحايدة لا اليمين الديني الاسرائيلي المتطرف برعاية نتنياهو وحكومته”.