الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / لبنان بطل العرب… تاريخ جديد يُكتب

لبنان بطل العرب… تاريخ جديد يُكتب

مجلة وفاء wafaamagazine

أحرز منتخب لبنان لكرة السلة لقب بطولة العرب للمنتخبات للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على نظيره التونسي (72 ـ 69) في مباراة مجنونة بكل تفاصيلها، احتضنتها قاعة نادي النصر في الإمارات. فوز مهم جداً قبل التوجه إلى المرحلة المقبلة من تصفيات كأس العالم

تفوّق منتخب لبنان لكرة السلة على نفسه، وقهر كل الظروف التي تمر بها البلاد على مختلف الأصعدة، مؤكداً مرة جديدة أنه صاحب اليد العليا في كرة السلة العربية. حقق رجال المنتخب اللبناني العلامة الكاملة في البطولة العربية بعد فوزهم في 5 مباريات من أصل 5 في البطولة، ليرفعوا اللقب الأغلى والأول في تاريخ بلاد الأرز، ويكتبوا بذلك تاريخاً جديداً لكرة السلة اللبنانية، بعد أن حل المنتخب وصيفاً لمصر في بطولة العام 2010 في بيروت. وبهذا الفوز رفع منتخب لبنان لكرة السلة أيضاً رصيده الخالي من الهزائم في مختلف المسابقات إلى 17 مباراة متتالية.

المباراة النهائية التي جمعت لبنان مع بطل أفريقيا، المنتخب التونسي، قدم خلالها اللاعبون اللبنانيون كل طاقتهم وخبرتهم على مدة 40 دقيقة كاملة، ليخرجوا فائزين في النهاية. الدفاع كان كلمة السر اللبنانية، حيث ركز المدرب الشاب للمنتخب اللبناني جاد الحاج على الخطط الدفاعية لإيقاف اللاعبين التونسيين. لم يكن الربع الأول من اللقاء مثالياً للبنان وذلك بفعل تألق التونسيين، وعدم تمكن اللاعبين اللبنانيين من إيصال الكرة إلى علي حيدر تحت السلة التونسية، لينتهي الربع بتفوق تونس (21 ـ 18). وكانت الإيجابية عند التونسيين هي الهدوء في الخروج بالكرة من منطقتهم، وعدم التسرع في الدخول إلى السلة اللبنانية.
وفي الربع الثاني تحسن الوضع لبنانياً مع تحسن الدفاع. وانطلاقاً من القاعدة المعروفة في كرة السلة، أن من يدافع جيداً يهاجم جيداً، نجح اللبنانيون بتسجيل عدد من النقاط السهلة في السلة التونسية، بخاصة عبر الاختراقات وعدم التركيز على التسديد من الخارج. علي حيدر كان على الموعد وسجل نقاطاً مهمة وحاسمة، فيما كانت اختراقات وائل عرقجي وسيرجيو الدرويش وعلي مزهر مثالية لرفع الغلة اللبنانية، وإنهاء الربع الثاني متقدمين بنتيجة (37-34).
الربع الثالث كان متوازناً فتبادل المنتخبان التسجيل مع تفوق نسبي للمنتخب التونسي الذي استفاد من بعض القرارات الخاطئة للحكام، لينهي الربع متقدماً (54 ـ 52).

أكدت أسماء لاعبي منتخب لبنان ما قاله مرّة روني صيقلي أن لبنان يُشبه صربيا وهو يمتلك خامات مهمة في كرة السلة

أما الربع الرابع والأخير فكان الأكثر جنوناً في المباراة والبطولة بشكل عام. اقترب التونسيون من حسم النتيجة، مستفيدين من فقدان اللاعبين اللبنانيين للتركيز نتيجة بعض القرارات المثيرة للجدل للحكام، ووسعوا الفارق إلى 9 نقاط (66 ـ 57) قبل 5 دقائق من نهاية اللقاء. ولكن ما قلب المباراة كان قراراً من المدرب اللبناني جاد الحاج الذي قلب الدفاع من «رجل لرجل» إلى «دفاع منطقة»، ليغلق المساحات بشكل كامل، ويجبر اللاعبين التونسيين على ارتكاب الأخطاء. واستفاد اللبنانيون من الأخطاء التي ارتكبها لاعبو تونس وسجلوا العديد من النقاط من على نقطة الرميات الحرة. وفي وقت كان وائل عرقجي حاسماً، فإن سيرجيو الدرويش كان نجم اللحظات الأخيرة بعد أن أجبر التونسيين على ارتكاب العديد من الأخطاء وحولها إلى نقاط، لتنتهي المباراة بفوز لبنان بفارق 3 نقاط.
وكان أفضل مسجل في المنتخب اللبناني وائل عرقجي مع (22 نقطة)، ثم القائد علي حيدر (16)، وسيرجيو درويش (14)، وهايك غيوكجيان (6)، ويوسف خياط وجاد خليل (5 نقاط) وأتير ماجوك وعلي مزهر (2). ومثل منتخب لبنان خلال هذه البطولة اللاعبون: جيمي سالم، أتير ماجوك، أمير سعود، سيرجيو درويش، كريم زينون، جاد خليل، علي منصور، علي حيدر، كريستوف خليل، هايك كوكجيان وعلي مزهر، فيما غاب عزيز عبد المسيح بسبب الإصابة.
وأكدت هذه الأسماء ما قاله مرة نجم منتخب لبنان السابق، روني صيقلي الذي لعب في الدوري الأميركي للمحترفين في الـNBA، أن لبنان يُشبه صربيا وهو يمتلك خامات مهمة في كرة السلة.
وتعطي هذه البطولة وهذا اللقب دفعة معنوية كبيرة للاعبين اللبنانيين والجهاز الفني، قبل التوجه في الـ24 من الشهر الجاري إلى العاصمة الأردنية عمّان، ثم إلى السعودية في الـ27 من الشهر ذاته لمقابلة أصحاب الأرض ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2023 المقررة في اليابان والفيليبين وإندونيسيا.

 

 


لم يكن الفوز بلقب البطولة العربية النجاح الوحيد الذي حققه لبنان في الإمارات، فعلى الصعيد الإداري حصل لبنان على مقعد نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة بعد أن فاز رئيس نادي بيروت نديم حكيم بمنصب نائب الرئيس عن منطقة المشرق العربي. وتنتخب الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة السلة في اجتماعها اليوم مجلس إدارة جديد لولاية جديدة تمتد حتى عام 2024.
من جهة أخرى، من المتوقع أن يشهد مطار بيروت عصر اليوم استقبالاً حاشداً للاعبي منتخب لبنان الذين سيعودون من دبي عند الساعة الثالثة بعد إحرازهم اللقب العربي الأول للبنان في تاريخه.