الرئيسية / آخر الأخبار / تطاوين…المسرح على مشارف الصحراء

تطاوين…المسرح على مشارف الصحراء

مجلة وفاء wafaamagazine

افتتحت أمس السبت «أيام المسرح بتطاوين» (جنوب شرق تونس) على الحدود التونسية الليبية في نسختها الثانية التي تتواصل حتى 26 الجاري بعرض مسرحية «في مديح الموت» (إخراج علي اليحياوي عن رواية للكاتب البرتغالي ساراماغو) لـ «مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين».

عرض المسرحية كان بحضور جمهور متعطّش للفن الرابع في المدينة الجنوبية البعيدة عن العاصمة التي شهدت تصوير عديد الأفلام العالمية منها الفيلم الشهير «المريض الانكليزي» و«مريم العذراء». وشهدت الدورة لحظات مؤثرة بتكريم الفنان الكبير عيسى حرّاث (81 عاماً) الذي كان يفترض أن يكون ضمن فريق المسرحية، لكن المرض حرمه من المشاركة في هذه المسرحية التي تعد أهم الأعمال التي استلهمت من الجائحة الصحية التي حصدت أكثر من 25 ألف تونسي خلال عامي 2020 و2021.
وحرّاث الذي كانت له تجربة مميزة في العراق في سبعينات القرن الماضي، يعدّ إحدى الشخصيات الأعتبارية في المسرح التونسي منذ أن ألتحق بالفرقة المسرحية في الكاف أواخر ستينات القرن الماضي مروراً بالمسرح الوطني في العراق وتونس كما يعدّ أبرز نجوم الدراما التلفزيونية.
«أيام المسرح بتطاوين» تتوزّع عروضها الموجّهة للأطفال أيضاً في قرى المحافظة وهي أعمال من إنتاج مراكز الفنون الدرامية والركحية في محافظات القيروان ومدنين وسليانة والكاف وبعض الفرق المستقلة.
وخصّص المهرجان ندوة فكرية يومي 18و 19 لمناقشة التجربة المسرحية التونسية منذ تأسيس الفرق المسرحية في المحافظات التي كانت حاملة لمشروع الدولة الوطنية كما صاغه بناة الدولة بعد استقلال البلاد، وتواصلت التجربة من 1966إلى 1993 لتعوّضها مراكز الفنون الدرامية والركحية التي ما زالت تواجه عديد الصعوبات الادارية والمالية بسبب غياب قانون أساسي. وشارك في هذه الندوة أكاديميون من المعهد العالي للفن المسرحي في تونس والمعهد العالي للموسيقى والمسرح في الكاف. وكانت الندوة الفكرية مناسبة لتقييم تجربة مسرحية أثارت وتثير الكثير في الجدل خاصة منذ أن أسس فاضل الجعايبي َوفاضل الجزيري وجليلة بكّار ومحمد ادريس أوّل فرقة مسرحية مستقلة تحت اسم «المسرح الجديد» سنة 1975. فرقة وضعت حدّاً لهيمنة الدولة على الخطاب المسرحي.
المهرجان الذي تتواصل فعالياته في المدينة النائمة بين الجبال الجرداء المطلّة على الصحراء الشاسعة، اعتبره المسرحي علي اليحياوي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية في تطاوين محاولة لتنشيط المدينة وسط حالة من التصحّر الثقافي عَمّقتها جائحة كوفيد 19 وهو تأكيد على أهمية المسرح في تحريك السواكن والقاء بحجرة السؤال وسط صحراء اليقين على حدّ قوله لـ «الأخبار».