الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / “داء الملوك”… ما هو؟ وكيف يمكن علاجه؟

“داء الملوك”… ما هو؟ وكيف يمكن علاجه؟

مجلة وفاء wafaamagazine

يعد النقرس أحد أقدم الأمراض المعروفة، وقد تم التعرف عليه لأول مرة من قبل قدماء المصريين نحو عام 2640 قبل الميلاد.

 

وأصاب هذا المرض قديما الأثرياء والملوك، الذين يتناولون عادة كميات كبيرة من اللحوم التي قد تقوي احتمال الإصابة بالمرض مقارنة بباقي الفئات المجتمعية، وبالتالي، أصبح النقرس (Gout) يعرف بشكل واسع باسم “داء الملوك”.


والنقرس هو الشكل الأكثر شيوعا لالتهاب المفاصل الالتهابي، حيث يتراكم حمض البول، أو حمض اليوريك أو الحامض البولي (منتج ثانوي في الأطعمة الغنية بالبيورين، مثل اللحوم والكحول)، في الجسم، ويشكل بلورات على شكل إبرة داخل وحول المفاصل، وعادة ما تبدأ في القدم.

وتؤدي الترسبات البلورية إلى نوبات من الألم الشديد وتورم المفاصل، ويمكن أن تتطور إلى تلف المفاصل المزمن، الذي يحد من حركة المريض ونوعية الحياة.

ولطالما اعتبر فرط حمض اليوريك في الدم مثابة السبب الرئيسي للنقرس، ولكن بشكل غير متوقع، فإن معظم الذين يعانون من ارتفاع مستويات اليورات لا يصابون بالفعل بالمرض.

 

وفي الواقع، يعد فرط حمض يوريك الدم دون أعراض أكثر انتشارا بأربعة أضعاف من النقرس.

ويُظهر مرضى النقرس أيضا مستويات أعلى بشكل غامض من البول في سائل المفاصل مقارنة بالدماء. وبالتالي يجب ألا يكون فرط حمض اليوريك في الدم هو الشيء الوحيد الذي يحفز ترسب بلورات اليورات في المفاصل.

إذن ما الذي يمكن أن يسبب المرض أيضا؟

في دراسة جديدة نُشرت على الإنترنت في 1 ديسمبر 2022 في مجلة Arthritis & Rheumatology، حدد فريق بحث دولي بقيادة كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو مسارا جزيئيا جديدا يسبب النقرس وتطوره إلى تآكل الأنسجة.

وكان العلماء مهتمين باستكشاف العوامل الوراثية التي لا تؤدي إلى مستويات عالية من تداول حمض البول، ولكن على وجه التحديد إلى إنتاج البول وترسب البلورات داخل المفاصل.

وللقيام بذلك، قاموا بدراسة حالة نادرة من مرض النقرس، حيث طورت مريضة رواسب بلورية من حمض البوليك وتآكل في مفاصلها، ولكن لم تظهر مستويات عالية من حمض البول في دمها.

وقال كبير المؤلفين روبرت تيركيلتاب، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سان دييغو: “هذا الاضطراب الذي يحدث بشكل طبيعي وغير معتاد للغاية يوفر فرصة فريدة للنظر في التهاب المفاصل النقرسي من خلال عدسة مختلفة، وفهم العمليات الجزيئية التي تساهم في المرض بغض النظر عن فرط حمض اليوريك في الدم”.

 

وباستخدام تسلسل الجينوم الكامل وتسلسل الحمض النووي الريبوزي، والأساليب البروتينية الكمية، تمكن الباحثون من تحديد المسار الجزيئي الرئيسي الذي تعطل في المريضة، مع التركيز على انخفاض كبير في مادة التشحيم، لوبريسين (يعمل كمادة للتشحيم في السائل الزلالي الموحود بالقرب من الغضروف).

ويوفر البروتين المخاطي التشحيم الأساسي والحماية لأنسجة المفاصل، وينظم وظيفة نوع معين من خلايا الدم البيضاء التي تعزز الالتهاب في المفصل.

وأكدت تجارب إضافية أنه في ظل الظروف الصحية، يمنع بروتين الوبريسين إفراز الحمض البولي وأكسيداز الزانثين (إنزيم ينتج الحمض البولي) بواسطة خلايا الدم البيضاء المنشطة، كما يمنع البول من التبلور في المفصل.

وقام الباحثون بعد ذلك بتقييم العديد من المرضى الذين يعانون من الشكل الشائع من النقرس وأكدوا أنهم أيضا سجلوا انخفضا بشكل ملحوظ من مستويات اللوبريسين.

ويقترح الباحثون أن ما إذا كان مريض فرط الدم يصاب بالنقرس أم لا قد يتأثر بالتغيرات الجينية التي يمتلكها للوبريسين والجزيئات الأخرى التي تتحكم في إنتاجه أو تدهوره في المفصل.

وقال الفريق: “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن مادة التشحيم قد تكون علامة بيولوجية جديدة لتتبع خطر إصابة المرضى بالنقرس، وأن الأدوية الجديدة للحفاظ على مادة التشحيم وزيادتها يمكن أن تحد من حدوث وتطور التهاب المفاصل النقرسي”.