مجلة وفاء wafaamagazine
في المرة المقبلة، وعندما تُخيّرون بين مشاهدة التلفزيون أو الاحتكاك بالطبيعة، لا تتردّدوا في ارتداء حذائكم الرياضي والخروج من المنزل، بعدما تبيّن أنّ تعزيز وضعكم الصحّي قد يكون سهلاً تماماً مثل المشي في الحديقة! فقد اهتمّ العلماء خلال الأعوام القليلة الأخيرة بتحليل كيف يمكن للنباتات، والأشجار، والزهور مساعدة البشر على النمو بشكل جيّد وسليم. فإلى ماذا توصّلت أبحاثهم؟
في الواقع، تبيّن أنّ نحو نصف سكان العالم يعيشون حالياً في المناطق الحضرية، ويُتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليبلغ 70 في المئة بحلول عام 2050. لكنّ ذلك لا يُلغي إطلاقاً الحقائق العلمية بشأن انعكاسات الطبيعة على صحّة الإنسان الجسدية والنفسية.
وتعليقاً على ذلك، قال خبراء موقع «Sharecare» إنّ تحريك العضلات في الأماكن الخضراء يستطيع التأثير إيجاباً في أجزاء عدة من الجسم، بدءاً من القلب، ومروراً بالرئتين، ووصولاً إلى الدماغ. فعند المشي في الحديقة أو الغابة، أنتم بذلك لا تقومون بتمرين بدني فحسب، إنما تكونون مُحاطين أيضاً بالكائنات التي تُنتج الأوكسجين الضروري لأجسامكم.
وتطرّقوا، في ما يلي، إلى أهمّ التأثيرات الإيجابية للمشي البسيط في الطبيعة:
الاسترخاء بعُمق
أظهرت مراجعات لأبحاث نُشرت عامَي 2016 و2017 في «International Journal of Environmental Research and Public Health» أنّ الابتعاد من العالم التكنولوجي قليلاً بهدف المشي والتنفس في البيئة الطبيعية يُحفّز الجهاز العصبي اللاودّي، ما يضع الشخص في حالة استرخاء. فضلاً عن أنّ هذه الطريقة تساعد على خفض مستويات هورمونات التوتر، مثل الكورتيزول.
دعم القلب والأوعية الدموية
الوتيرة البطيئة والشعور بالسلام الناتجين من التواصل مع الطبيعة يساهمان في إبطاء معدل دقات القلب وحتى ضغط الدم المرتفع. توصلت دراسة صغيرة نُشرت عام 2012 في «Journal of Cardiology» إلى أنّ كبار السنّ الذين يَشكون من الضغط العالي شَهدوا انخفاضاً ملحوظاً في الأرقام بعد بقائهم 7 أيام في الغابة، خصوصاً عند مقارنتهم بنظرائهم الذين أمضوا الوقت ذاته في المنطقة الحضرية. فضلاً عن أنّ التواجد في المساحة الخضراء ارتُبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني وأمراض القلب.
تعزيز الجهاز المناعي
حلّلت دراسة يابانية دور علاج الطبيعة في نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، والتي تُعتبر أساسية في محاربة الأمراض، بما فيها السرطان. فبعد مرور 3 أيام على البقاء في الغابة مقارنةً بالأيام التي تمّ قضاؤها في المكتب، شَهد المشاركون في الدراسة ارتفاعاً في مستويات هذه الخلايا في دمائهم.
مساعدة الأطفال الذين يعانون مشكلات الانتباه
في دراسة استقصائية أجراها علماء من «University of Illinois» في «Urbana-Champaign»، أشار الأهالي إلى أنّ أعراض أولادهم الذين يَشكون من نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، مثل الاندفاع وعدم الانتباه، قد انخفضت بعد السماح لهم باللعب في مساحات خضراء مقارنةً بالداخل أو في الأماكن الخارجية «المبنيّة». واعتبر الخبراء أنّ قضاء الوقت في الطبيعة يُشغّل الدماغ بسهولة وبِلا جهد، ما يمنح الأولاد استراحة من الاضطرار إلى تركيز انتباههم عمداً، وبالتالي تحرير طاقتهم للتركيز مجدداً عند الحاجة.
مجرّد رؤية الطبيعة يساعد على الشفاء
بيّنت دراسة صغيرة صدرت عام 2011 في «Clinical Rehabilitation» أنّ مرضى الشريان التاجي في مرفق إعادة التأهيل البدني الذين يمكنهم مشاهدة الطبيعة من نوافذ غرفهم، تحسّنت صحّتهم أكثر من نظرائهم الذين تطلّ غرفهم على المباني.
يُذكر أخيراً أنّ الأبحاث قد سلّطت الضوء أيضاً على الفوائد الصحّية العقلية المُحتملة للمشي في الطبيعة، بما فيها تحسين المزاج، وتقليل الأفكار السلبية، وخفض مستويات التوتر، والتي قد تؤثر كلها في السلامة الجسدية.
الجمهورية