مجلة وفاء wafaamagazine
وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة عيد الاضحى، قائلا: “ان الوحدة تشكل عنوان عزة وكرامة الامة التي نطالب قادتها وزعماءها بنبذ الخلافات ورأب الصدع والتزام اوامر الله جلَّ وعلا في السير على نهج الحق الذي وضع معالمه القران الكريم وحدد بوصلته رسول الله وائمة اهل البيت الذين جاهدوا وصبروا وضحوا لتكون امتنا خير امة تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وهذا ما يحتم ان تنهض الامة من سباتها لتدحر الاستعمار وتلفظ عملاءه وتتمسك بوحدتها وتعاون قادتها لما فيه خير شعوبها، فتعم المصالحات بلاد العرب والمسلمين ويبادر قادتهم وزعماؤهم الى التفاهم لانتاج حلول سياسية تنهي نزيف الدم في اليمن وليبيا ، وعليهم ان يقفوا الى جانب لبنان وسوريا والعراق لرفد مسيرة الاستقرار والنهوض الاقتصادي التي تحتاج الى دعم الاشقاء والاصدقاء، وهم مطالبون بأن يتحملوا مسؤولياتهم الاخلاقية في نصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال قضية الامة الاولى، فلا يجوز ان يضيّع العرب والمسلمون بوصلتهم عن نصرة فلسطين التي حولت الادارة الاميركية عاصمتها المقدسة الى جائزة ترضي بها اطماع الكيان الصهيوني من خلال ما يسمى صفقة القرن، فيما تتوالى المؤمرات الاستعمارية على شعوب الامة لتنقل فصول اجرامها وارهابها من بلد الى اخر، فمن حصار سوريا بعد الحرب الكونية عليها الى فرض عقوبات جائرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية لدعمها القضايا المحقة للامة وصولاً الى التضييق على لبنان انتقاماً لدحره الاحتلال الصهيوني عن ارضه، فمن ذلك كله تنكشف الغطرسة الادارة الاميركية في اخضاع شعوب الامة لهيمنتها”.
وشدد على ان “محور المقاومة بما حققه ويحققه من انجازات حفظت كرامة الامة وعزتها، بات اليوم مركز اشعاع ونور يضيء طريق النصر لامتنا التي اغرقها الاستعمار ومشاريعه الشيطانية في ليل دامس من الظلم والقهر والفتن، ولا مناص لخلاص امتنا الا التمسك بخيار المقاومة الذي تعمد بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين وصمود شعوبنا، ونحن اذ نتوجه بالتهنئة والتبريك في ذكرى عدوان تموز لصناع انتصاراتنا من شعب وجيش ومقاومة ، ونخص بالتهنئة جيشنا الوطني في عيده، فاننا نؤكد رفضنا الحياد عن طريق الحق وانخراطنا في محور محاربة الظلم والطغيان، انطلاقاً من تعاليم ديننا ولاسيما رسالة عيد الاضحى الذي يعلمنا التضحية ويشحذ هممنا ويقوي عزيمتنا على التمسك بحقوقنا في فلسطين وسوريا ولبنان. من هنا فاننا نحذر اللبنانيين من الانجرار خلف سجالات تثير الانقسام و تفرق صفوفهم وتضعف منعتهم، ونطالبهم بالتمسك بوحدتهم الوطنية المتوجة بالانتصارات التي كرستها المعادلة الماسية التي حمت لبنان وحررت ارضه، حتى بات عز وكرامة ونصر لبنان مقترناً بتلاحم شعبه وجيشه ومقاومته، وما شهدناه في الايام القليلة الماضية من عدوان صهيوني في مزارع شبعا حقيقة ناصعة لمن يريد ان يبصر الانجاز الجديد للمقاومة التي ادخلت الاحتلال في ارباك مخز كشف عن عجزه في مواجهة المقاومة التي استطاعت ايجاد معادلة ردع جديدة تحفظ سيادة واستقرار لبنان وشعبه”.
ودعا السياسيين الى “الاقلاع عن المناكفات والتفرغ لمعالجة الازمات المتراكمة التي سببتها سياسة الهدر والفساد والاستدانة والرشى ما ادى الى انهيار الاقتصاد الوطني وتردي الوضع المعيشي، ونطالب الجميع بالتنازل عن الاهواء والمصالح الخاصة والتعاون مع الحكومة في خطتها لانقاذ لبنان وتعزيز النقد الوطني ومحاربة الفساد واستعادة المال العام المنهوب والافراج عن مدخرات اللبنانيين في المصارف، ونطالب الحكومة بدعم وتنفيذ المشاريع الانمائية في مختلف المناطق اللبنانية ولاسيما مشروع سد بسري الحيوي الذي يؤمن مياه الشفة للعاصمة وضواحيها ويروي ثلث سكان لبنان مما يكسبه اهمية كبرى لاينبغي اغفالها خصوصاً بعد اقراره في مجلس الوزراء والبدء بتنفيذه ودفع مبالغ مالية كبيرة”.
وطالب الحكومة بـ”الاسراع في تنفيذ الاصلاحات التي الزمت نفسها بها، باعتبارها المدخل لاستعادة ثقة المواطنين بها ، وعليها اتخاذ اجراءات رادعة وحازمة تلجم التدهور المعيشي والفساد المستشري في احتكار السلع الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية، وندعوها الى الضرب بيد من حديد مع كل من سولت له نفسه تعريض المواطنين للخطر ببيعهم لحوم فاسدة ومنتجات منتهية الصلاحية، وننتظر من الحكومة تسمية الامور باسمائها وكشف الفاسدين والمسؤولين عن التردي الحاصل في تقنين الكهرباء وغلاء الاسعار والفساد في الغذاء”.