السبت 03 آب 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
كشفت دراسة طبية حديثة أنّ علاجاً يعتمد على المضادات الحيوية بإمكانه أن يساعد على العلاج من أحد أنواع السرطان الفتّاكة، كما أنه يقضي على نوع خطير من البكتيريا.
بيّنت دراسة جديدة أنّ علاج المضاد الحيوي يؤدي دوراً مفيداً لدى المصابين بسرطان الخلايا الجلدية التائية «T cells»؛ وهو مرض يؤدي إلى إضعاف الجلد والجهاز المناعي للإنسان فيصبح أقل تحصيناً ضد البكتيريا الخارجية. وكشفت الدراسة، التي أجريت في مركز بحوث داخل جامعة كوبنهاغن الدنماركية، أنّ المضادات الحيوية تعمل على إبطاء الخلايا العنقودية في هذا السرطان النادر.
ولفهم هذا التأثير، لا بد من توضيح ماهية المضاد الحيوي أولاً، وماذا يحصل خلال المرض ثانياً.
ما هو المضاد الحيوي؟
• المضاد الحيوي هو مادة تنتج إمّا من ميكروب أو من نبات أو تكون صناعية بالكامل، وهو يمنع نمو ميكروب آخر أو يبطئ نموه.
• عادةً، يوصف المضاد الحيوي لعلاج نوع من انواع البكتيريا، لذا تعرف المضادات الحيوية بمضادات البكتيريا. فهي غير قادرة على علاج الأمراض التي تسببها الفيروسات، مثل الانفلونزا ونزلات البرد والتهاب الحلق.
• هناك أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، وكل مجموعة لها طريقة معينة تقتل البكتيريا فيها. ولأنّ للبكتيريا أنواعاً مختلفة، فلذلك هناك مضادات حيوية لا تستطيع ان تقتل كل انواعها. لذلك، انّ اختيار مضاد حيوي للعلاج يجب ان يكون معتمداً على نوع العدوى، والمنطقة المصابة، ووجود أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والعديد من العوامل الأخرى.
ماذا يحصل خلال المرض؟
تهاجم بكتيريا عنقودية جلد الإنسان، فتبدأ في النمو. وحين يفطن الجهاز المناعي إلى هذا «الاقتحام البكتيري الخطير»، يشرع في المقاومة. وحين يقوم الجهاز المناعي بدوره المطلوب، في هذه الحالة، يفرز بروتيناً يُعرَف بالـ»سيتوكين». ولكنّ العائق أمام الشفاء هو أنّ الخلايا السرطانية تفهم الإشارات الصادرة عن الجهاز المناعي، فتتمكن من الاحتيال عليه، فتواصل النمو.
فعالية المضاد الحيوي
ولهذا السبب، يراهن العلماء على علاج المضاد الحيوي حتى يقوموا بإبطاء الجهاز المناعي، لأنه لا يساعد كثيراً على الشفاء، حين يتصدى للبكتيريا العنقودية، عند الإصابة بهذا السرطان الخطير.
ووجد الأكاديميون أنّ خلايا هذا السرطان تضعف بفضل المضادات الحيوية، فلا تظل قادرة على النمو بسرعة كما كانت تفعل في البداية، تحت تأثير الهجمات البكتيرية. ويقول الباحث نايل أودم، وهو أحد المشاركين في الدراسة، هذه هي المرة الأولى التي تجد فيها دراسة علمية رابطاً بين المضادات الحيوية ومكافحة السرطان.
على أرض الواقع
واستغرق هذا البحث الطبي جهوداً وسنوات طويلة، وتمّ أخذ عيّنات من أنسجة الدم والجلد لدى بعض المرضى الذين جرى اختيارهم بعناية فائقة، ثم أخضعت للتجربة داخل المختبر. وإلى حد الآن، لا يقدّم الأطباء مضادات حيوية للمصابين بهذا السرطان، لأنهم يخشون أن تضطرب جلودهم مجدداً بسبب مقاومة المرض للدواء، ولكن من المرجّح أن تتبدّد هذه المخاوف عمّا قريب.