مجلة وفاء wafaamagazine
تخيل أنه في المستقبل سيستطيع الطبّ إعادة تشغيل الجهاز التناسلي البشري عن طريق العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق إستعمال الذكاء الإصطناعي من أجل علاج العقم لضمان حمل ناجح للأزواج الذين يفشلون في الإنجاب بشكل طبيعي. هذه الروايات كانت تُعتبر من الخيال العلمي، لكنّها أصبحت تُطبّق اليوم في بعض أفضل مراكز المساعدة على الإنجاب في جميع أنحاء العالم. يقول البروفيسور إرجان باشتوه، أخصائي علاج العقم والتخصيب في مجموعة “أجيبادم” للرعاية الصحية في اسطنبول: “في العالم الحديث، حيث تميل العائلات إلى تأجيل الإنجاب إلى بعد تحقيق أهدافهم المهنية أو الشخصية، يتم تطوير حلول طبية لمرافقتهم في تحقيق حلم الإنجاب أيضا”.
على مستوى العالم، يعاني ما يجاور 10 إلى 15% من الأزواج من مشاكل العقم. عندما يفشل الأزواج في تحقيق الحمل بعد محاولات منتظمة لمدة عام على الأقل، وإذا كان سنّ الزوجة لم يتعدّ 35 سنة، يوصى بمراجعة الطبيب المختص. أما إذا كان سنّ المرأة فوق 35، فإنّ المحاولات الطبيعية لمدة 6 أشهر كافية قبل إستشارة المتخصصين من اجل إجراء بعض الإختبارات والتحاليل لتقييم أسباب عدم الإنجاب. في الآونة الأخيرة، أصبحنا نلاحظ أن فئة النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 40 سنة هنّ الأكثر تردّدا على العيادات الطبية من أجل القيام بالإخصاب المجهري في المختبر أو ما يسمى بالعامية أطفال الأنابيب (IVF). يضيف البروفيسور إرجان باشتوه: “على سبيل المثال، في الشهر الماضي، نصف النساء اللاتي قدمن إلى عيادتي من الفئة العمرية أكثر من 40 سنة. في السنوات الأخيرة، أصبحت العديد من النساء تُأجّلن حملهن لأن هذه التجربة الحياتية تُصعّب عليهن التوفيق بين رعاية الطفل والنجاح في العمل. لكن، مع مرور السنين، يصبح من الصعب العثور على بويضات ذات نوعية جيدة وبعدد كافٍ مقارنة مع نساء بعمر أصغر”.
التخصيب المجهري وحده لا يكفي، هناك تقنيات جديدة
في ضوء التقدم المتواصل للطب والتكنولوجيا الطبية، يتبنى أخصائيو علاج العقم خيارات علاجية جديدة. تأتي التكنولوجيا بدورها لتوفير أجهزة حديثة مثل منظار الأجنة الذي يسمح بتتبع تطور البويضات إلى أجنة سليمة. كما تساهم الإختبارات الجينية (PGD) في تقييم جينات الأجنة وتحديد التشوهات التي قد تعيق الحمل. يتوفر خيار علاجي جديد للرجال الذين يقدّمون خللا أو نقصا في الحيوانات المنوية الناضجة، وهي حالة تسمى فقد النطاف. سابقا، كان الأزواج الذين يتم تشخيصهم بهذه الحالة، لا يستطيعون الإستفادة من علاج أطفال الأنابيب. حاليا، تساعد تقنية متقدمة تسمى ROSI على تنشيط خلايا الحيوانات المنوية عن طريق التحفيز الكهربائي. يوضح البروفيسور باشتوه، وهو من بين أول من طبق هذه الطريقة الجديدة في تركيا بمستشفى “أجيبادم”، بقوله: “بالنسبة للرجال، تساعد هذه التقنية الجديدة في تجميع حيوانات منوية جيدّة مباشرة من داخل الخصية. أما بالنسبة للنساء اللواتي ليس لديهن احتياطي كافٍ في المبيض، فيمكننا استخدام بعض طرق العلاج الجديدة للحصول على بويضات ذات نوعية جيدة، مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) أو الخلايا الجذعية. نحن نعمل حاليا على الحصول على موافقة وزارة الصحة للعلاج بالخلايا الجذعية”.
ماذا عن المستقبل؟ يقدم البروفيسور باشتوه بعض المعلومات عن مستقبل طب العقم، حيث يوضح بقوله: “يعد الذكاء الإصطناعي موضوعا جدّ متداول بين الباحثين في الوقت الحاضر، وقد أجرينا بعض الأبحاث حوله، لأن الذكاء الإصطناعي سيساعدنا في تحديد البويضة التي تتمتع بأفضل الحظوظ لإنجاح زرعها داخل الرحم وبالتالي الحمل بموضوعية وسرعة كبيرتين. سيصبح من الممكن فعلا إجراء إختبارات تشخيصية جديدة لتثبيت أمراض الكروموسومات دون لمس أو إيذاء الجنين. في المستقبل أيضا، من الممكن أن نحصل على معلومات جديدة حول التبادلات التي تتم بين بطانة الرحم والجنين بالتفصيل، من أجل فهم التفاعل الجزيئي والتبادل الوراثي بين الأم والجنين، من أجل مساعدة أطفال الأنابيب على التعلق ببطانة الرحم بشكل أفضل. أعتقد أننا سنقوم بذلك في مستقبل قريب جدّاً”.
نهج شامل لعلاج العقم
يتطلب علاج العقم والمساعدة على الإنجاب فهما جيدا للظروف الصحية التي تعيق الحمل. لذلك نتبع في مستشفيات مجموعة أجيبادم نهجا شاملا يجعل أخصائيين من عدّة تخصصات طبية يعملون مع بعضهم البعض تحت سقف واحد من أجل تقديم خدمات التشخيص وإختيار أفضل حلول للعلاج لكل حالة على حدى. يقول البروفيسور إرجان باشتوه، الذي درس علم الأجنة السريري في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، وحضر دروسا في التنظير الداخلي في جامعة سوراي بالمملكة المتحدة أيضا، بالإضافة إلى مشاركته في بعض الأبحاث العلمية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية: “لا يمكن تحديد سبب فشل التخصيب المجهري في جميع الحالات، لكن الاختبارات الإضافية وتغيير نوع العلاج قد يساعدان في الحصول على نتائج إيجابية. بعض االحالات قد تستدعي إجراء عملية جراحية لتسهيل الحمل، كما يقول البروفيسور باشتوه الذي يقدم خدماته لمرضى من جميع أنحاء العالم: “تعتبر تشوهات بطانة الرحم، وانسداد قناتي فالوب، والأورام العضلية وتشوهات الرحم الخلقية من أهم عوائق الحمل التي تحتاج إلى جراحة تصحيحية باستخدام تنظير الرحم. مع العلاج المناسب، قد يتمكن المرضى من الحمل بشكل طبيعي دون مساعدة على الإنجاب”. في الوقت الحاضر، تعتبر تقنيات تنظير البطن والعمليات الجراحية بمساعدة الروبوت، العمليات الأكثر أمانا والأقل ضررا على صحة المريض.
لماذا مركز “أجيبادم” لعلاج العقم؟
تقدم مراكز مجموعة أجيبادم لطب الإنجاب وعلاج العقم نهجًا متكاملًا قائمًا على الأدلة لتشخيص وعلاج العقم. ويساعد الفريق الطبي المرضى في كل خطوة من تجربة الإنجاب. تنفذ مراكزنا بنجاح جميع طرق التشخيص والعلاج بما في ذلك تحريض الإباضة، والتلقيح الإصطناعي، والتلقيح في المختبر، والحقن المجهري، وخزعة الخصي، وطرق أخرى للمعالجة الدقيقة بالإضافة إلى العمليات الجراحية لتنظير الرحم والمبيضين. يقول البروفيسور إرجان باشتوه إن جودة الخدمة وراحة المرضى هي المتطلبات الأساسية لنجاح عمليات التخصيب، ويضيف: “نحن نقدم خدمات عالية الجودة، حيث أن مركزنا يتوفر على أحدث التكنولوجيا العالمية. كفريق طبي متمرس، قمنا معا بالكثير من الأبحاث حول العقم. نمتلك ونستعمل أحدث التقنيات في مختبرنا، حيث يمكننا استخدامها من أجل التشخيص والعلاج. كما أننا نقوم بتبادلات مستمرة مع زملائنا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حيث نتبادل الأفكار والتقنيات ونقوم بدورات تدريبية. معدل نجاح عملياتنا مماثل وربما أعلى مقارنة بالدول الأخرى. بفضل ذلك، يرتفع عدد المرضى الذين يزورون مركزنا وجميعهم راض عن خدماتنا”.