مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ المبالغة في تبادل البيانات الشخصية مع الآخرين تُعتبر عادة خطيرة يعتاد عليها الأفراد في العالم الافتراضي على شبكة الإنترنت.
أصبح تبادل المعلومات أو الصور من خلال مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام، يمثل نمط حياة للكثيرين، على الرغم من حجم البيانات الشخصية التي يتمّ تبادلها من خلال هذه المنصات.
تبادل المعلومات
أظهر بحث نُشر أخيراً، أنّ غالبية الأفراد يتبادلون معلوماتهم على الإنترنت، وتمثل الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بأطفالهم نسبة 83%، فيما تمثل مقاطع الفيديو الخاصة والحساسة وصور الآخرين نسبة 56% من تلك المعلومات المتبادلة. وتزداد هذه العادات السيئة انتشاراً بين جيل الشباب الأصغر سناً، الذين يضعون قدراً هائلاً من المعلومات الشخصية الخاصة بهم في متناول الغرباء.
ومما يبعث على القلق، أنّه بمجرد نشر البيانات على الملأ، يمكن أن يُساء استخدامها وأن تخرج عن سيطرة أصحابها. حتى أنّ البعض يتبادل البيانات الحساسة مع أشخاص لا يعرفهم جيداً، ويتبادلها كذلك مع الغرباء، مما يحدّ من قدرته على التحكّم في كيفية إستخدام تلك المعلومات الحساسة، وبالتالي يعرّض هؤلاء الأفراد أنفسهم لسرقة هويتهم أو لهجمات مالية، بسبب نشر بياناتهم المالية والبيانات الخاصة بالدفع.
تبادل الأجهزة
توصل البحث أيضاً إلى أنّ الأفراد لا يقومون بتبادل البيانات فقط، بل يتبادلون أيضاً الأجهزة التي يحتفظون ببياناتهم الثمينة عليها، والكشف عن رقم التعريف الشخصي الخاص باستخدام أجهزتهم لشخص غريب، أو ترك الجهاز مفتوحاً ودون مراقبة بين مجموعة من الأفراد الغرباء، أو إعطاء الجهاز لشخص آخر لاستخدامه لبعض الوقت. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّه من خلال الكشف عن المعلومات الهامة والحساسة مع الآخرين بضغطة زر واحدة، فإنكم تتخلّون عن السيطرة على تلك المعلومات، لأنّه لا يمكنكم التأكّد من مصيرها أو كيفية استخدامها من قِبل الآخرين.
التفكير مرتين
أشار البحث الى أنّه في حين أنّ من غير الواقعي تماماً أن تتمّ مطالبة مستخدمي الإنترنت بالتوقف عن تبادل الصور والبيانات الشخصية وغيرها من المعلومات مع بعضهم البعض، لكن في المقابل يجب على الأفراد التفكير مرتين قبل تبادل المعلومات الهامة بشكل علني عبر شبكة الإنترنت. وشجع البحث جميع مستخدمي الإنترنت على اتخاذ تدابير السلامة لحماية بياناتهم وخصوصيتهم، في حالة سقوط أجهزتهم أو بياناتهم في أيدي غرباء ممن قد يسيئون استخدامها.