
مجلة وفاء wafaamagazine
لم تنتهِ تداعيات جريمَتي يوم أمس في البدّاوي وطرابلس والضنيّة بعد، التي أدّت إلى سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى بسبب إشكالات وقعت أمام محطّات المحروقات على خلفية التنازع على أفضلية دور، تاركةً وراءها أسئلةً مقلقةص حول ما يمكن أن تصل إليه الأمور إذا استمرّت أزمة شحّ المحروقات على حالها.
بداية «الإثنين الأسود» كانت فجراً في المدينة الصناعية في البدّاوي، عندما قُتل شخصان هما حسين جابر وعلاء الأحمد في المنطقة، بسبب خلافٍ نشب بينهما وبين شخصٍ آخر على خلفيّة بيع وشراء مادة البنزين بالقرب من إحدى محطات المحروقات في المنطقة، وتخلّل الإشكال الذي امتدّ لاحقاً إلى منطقة باب التبانة المجاورة إطلاق نار ورمي قنبلة يدوية.
ومع أنّ مخابرات الجيش اللبناني ألقت القبض على مطلق النار على الشابين وهو (ي. ر.)، فإن تشييعهما أمس بمنطقة باب التبانة ترافق مع إطلاق نارٍ غزير في الهواء أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال، نتيجة الرصاص الطائش، وأثار رعباً في نفوس الأهالي في المنطقة وفي بقية أنحاء المدينة التي طالها رصاص عشوائي.
أما الجريمة الثانية، فوقعت في بلدة بخعون ـ الضنية، حيث لقي محمد عبيد حتفه في إشكال وقع أمام محطة الشحروق للمحروقات، تطوّر إلى تضارب بالأيدي والسكاكين وإطلاق هشام عثمان النار من سلاح فردي على عبيد، فأرداه بسبب خلاف على تعبئة الوقود، كما أصيب شخص آخر بجروحٍ خلال الإشكال.
لكنّ الإشكال لم ينتهِ هنا، إذ سارع أقرباء القتيل، كردّ فعل، إلى إطلاق النار باتّجاه منزل عائلة مطلق النار، سقط خلاله جريحان، ما جعل أجواءً من التّوتر تسود البلدة، خفّف منها نسبيّاً تسليم هشام عثمان نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني الذي نفّذ انتشاراً أمنياً لاحتواء الإشكال، إضافة إلى بيان عائلة عثمان التي استنكرت الحادثة وأكدت أنها تحت سقف القانون.
غير أن التوتر عاد مرة ثانية إلى البلدة صباح اليوم الثلاثاء بعد ذيوع خبر فرار عثمان من مقر احتجازه لدى الشرطة العسكرية في طرابلس، ما دفع أقرباء القتيل عبيد للإقدام على إطلاق النار مجدداً على منزل عائلة عثمان، وسط مساعٍ عدّة تُبذل على أكثر من مستوى لاحتواء الإشكال ومضاعفاته.
وسط ذلك، استمرت مظاهر الاحتجاج في طرابلس على توقف مولدات الكهرباء الخاصّة عن العمل بسبب نفاد مادة المازوت لديها، حيث باتت المدينة تشهد يومياً وفي ساعات الليل تحديداً، تحركات احتجاجية وقطع طرقات وإطلاق نار في الهواء، في القبة وجبل محسن والزاهرية وباب الرمل وأبي سمراء وباب التبانة، وسط استياء عارم في صفوف المواطنين.
كل ذلك دفع مواطنين وأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة إلى مصادرة صهاريج مازوت في شوارع المدينة لتشغيل مولداتهم، بعدما باتت تعتبرها أهدافاً لها، ما دفع أصحاب الصهاريج وشركات توزيع المحروقات إلى التخفيف من تجوالهم، ما فاقم الأزمة وزادها تعقيداً، في ظل انسداد أفق الحلّ على أيّ مخرج.
الاخبار