الرئيسية / آخر الأخبار / مخاوف من تصعيد كبير على الجبهة الجنوبية بعد اغتيال إسرائيل قائد الحرس الثوري في سوريا

مخاوف من تصعيد كبير على الجبهة الجنوبية بعد اغتيال إسرائيل قائد الحرس الثوري في سوريا

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

تنذر التطورات العسكرية التي شهدتها الساعات الأربع والعشرين الماضية بتصعيد ميداني كبير في المناطق الحدودية الجنوبية سواء بما يتصل بتداعيات المواجهات الجارية مباشرة بين إسرائيل “وحزب الله” او بما يتصل بتداعيات حدث طارئ تمثل في مقتل مستشار كبير في الحرس الثوري الإيراني امس خلال هجوم إسرائيلي في سوريا.

وذكرت المعلومات أن رضي موسوي القائد العسكري البارز في حرس الثورة الإيراني قتل في قصف إسرائيلي على منطقة السيدة زينب بـ دمشق. و ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن المستشار بالحرس الثوري الذي قتل كان أحد المقربين من قاسم سليماني. وأوضحت مصادر لرويترز أن المستشار المعروف باسم سيد راضي موسوي هو المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران. وتوعد الحرس الثوري الإيراني لاحقا إسرائيل بانها “ستدفع ثمن اغتيالها لأحد مسؤولينا العسكريين في سوريا “. ولطالما قصفت إسرائيل مواقع إيرانية في سوريا.

ومن غير المستبعد ان يؤدي اغتيال إسرائيل للقائد البارز في الحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى إذكاء المواجهات في كل من غزة وجنوب لبنان باعتبار ان ايران قد ترد على هذا الاستهداف لشخصية عسكرية كبيرة في سوريا عبر إذرعتها التي تخوض مواجهات ضارية عبر حماس في غزة و”حزب الله” في جنوب لبنان .

وأفادت المعلومات الأوليّة بأنّ سيد رضي المقيم في سوريا منذ 30 عامًا، هو عميد في الحرس الثوري الإيراني، ويشغل منصب ممثل قوات فيلق القدس في سوريا، لعب دورًا كبيرًا في المساعدات العسكريّة لسوريا ولحزب الله قبل وبعد الحرب السوريّة، وهو متزوّج من سيّدة سورية، وله علاقاتٌ واسعة في دمشق، ويُعتقد أن له مكتبًا في وزارة الدفاع السوريّة. وشارك في عدد من المعارك الكبيرة خصوصًا في البادية وغرب حلب ومحيط دمشق.

وفي سياق متصل، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان إسرائيل تتأهب على الجبهة الشمالية بعد قتل قيادي إيراني بسوريا. ونقلت عن مسؤول قوله: “الجيش يستعد لرد إيراني يشمل إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا”.

وتعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بجعل إسرائيل “تدفع” ثمن قتل القيادي في الحرس الثوري في سوريا.واشار رئيسي في بيان، الى انه “لا شك أن هذه الخطوة هي علامة أخرى على الإحباط والضعف العجز لدى النظام الصهيوني الغاصب في المنطقة” مضيفا أن إسرائيل “ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة”.

وتزامن هذا التطور مع احتدام ميداني في الجنوب حيث أعلنت “كتائب القسام” في لبنان مجددا عصر امس انها “قصفت ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي شمال فلسطين المحتلة برشقةٍ صاروخيةٍ من جنوب لبنان رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أشارت الى ان صاروخاً مضاداً للدروع أطلق من لبنان وأصاب مبنى في أفيفيم في الجليل الغربي دون وقوع إصابات.

وأفادت معلومات أخرى الى انه تم إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي وانفجار صواريخ اعتراضية في أجواء الناقورة .

ونفّذت مسيرة إسرائيلية، غارات على مجرى نهر الليطاني عند اطراف بلدة زوطر الشرقية، وأطلقت صاروخاً موجهاً باتجاه المنطقة وتعالت سحب الدخان في السماء.

وبدوره اعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات استهداف ‏تموضع للجنود الإسرائيليين في محيط موقع حنينا كما استهدف مستعمرة أفيفيم (قرية صلحا اللبنانية المحتلة) ومستعمرة المطلة ، وتموضعاً ‏للجنود الإسرائيليين داخل مبنى في مستعمرة المنارة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عصرا بأن صاروخاً مضاداً للدروع أطلق من لبنان وأصاب مبنى في أفيفيم في الجليل الغربي دون وقوع إصابات .

واعلن “حزب الله” لاحقا انه “ورداً على ‏استهداف القرى والمنازل المدنية استهدف ‏مبانٍ في مستعمرة مسكاف عام بالأسلحة الصاروخية”.

واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفتين منزلا في بلدة يارون الجنوبية، كم ألقيت قذائف فوسفورية على أطراف العديسة.

في المشهد الداخلي غابت في يوم عيد الميلاد كل التحركات السياسية ولكن الوضع اللبناني المأزوم حضر بقوة في عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال : “كنا ننتظر تحولاً في نفوس المسؤولين وبخاصة في نفوس نواب الامّة وتكتلاتهم، حملهم على انتخاب رئيس للجمهورية كفوءٍ، نظيف اليد، حرٍّ ومتجرّدٍ من اي مصلحة شخصية أو فئوية. أنتظرناه منهم عيدية الميلاد، والسنة الجديدة 2024، ولكن بحسب المبدأ المعروف: “لا احد يستطيع ان يعطي ما لا يملك!” . وأضاف “والامر لا يتوقف هنا، بل ثمة مؤسسة حيوية اخرى هي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي يطلق ضرخة الاستغاثة. اسّسه الرئيس فؤاد شهاب، وكان الاول في العالم العربي، واستمر نجاحه حتى الحرب المشؤومة سنة 1975. ثم راح ينهار شيئاً فشيئًا على كلٍ من الصعيد المالي، وتوظيف امواله، ومديونيته، وادارته، وتأخير مكننته، وحرمان المضمونين من فقدان التغظية الصحية. ان مأساة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل عجزه المتفاقم على كل هذه الاصعدة بشكلٍ كارثي خطير ينذر بأقبح العواقب في ظل الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة بشكل غير مسبوق”.

كما ان ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده تناول الوضع المأزوم في عظته الميلادية فقال “أصبح العبث بحياة الناس سهلا والتسلط على مصير الأوطان مباحا. أصبح القتل أكثر سهولة ومحو الحضارات والتاريخ والبلدان مباحا، وإلا كيف يتفرج العالم على إبادة شعب وقتل الأطفال بوحشية وهدم معالم بلد وجرف المستشفيات وهدم الكنائس والمدارس كمن يتفرج على مسرحية؟ أين الإنسانية في ما يجري على الأرض التي بوركت بتجسد المسيح فيها؟ وأين الضمير الغائب عما يجري في العالم من آثام وبشاعات؟ أما عندنا، أين الضمير في السكوت عن غياب رئيس للدولة وقد مر أكثر من سنة على شغور كرسي الرئاسة، والدولة تنهار والمواطنون يعانون والإدارة في شلل ينعكس سلبا على حياة الناس، وصورة لبنان تتقهقر أكثر فأكثر؟” أضاف: “المواطن اللبناني قلق على غده وعلى مصيره، وقد سئم الإنتظار وسئم التعويل على نواب وزعماء ومسؤولين لم يكونوا على قدر المسؤولية، ولا يدركون مدى الضرر الذي يسببه تقاعسهم عن معالجة الوضع”.