الرئيسية / آخر الأخبار / حبس أنفاس داخلي وفي الاقليم… وصندوق النقد يخرق الجمود ويعود الى الواجهة

حبس أنفاس داخلي وفي الاقليم… وصندوق النقد يخرق الجمود ويعود الى الواجهة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت “الجمهورية”

ما يزال قطاع غزة وجنوب لبنان يتصدران الاهتمامات على كل المستويات وفي كل الاتجاهات، في ظل استمرار اسرائيل في لغة التهديد ورَد «حزب الله» والمقاومة الفلسطينية عليها بلغة الوعيد بهزيمتها، ما يُبقي الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات، ويجمّد معالجة اي ازمة او ملف في المنطقة الى ما بعد ما يَرسو عليه مستقبل الوضع خصوصا بعد تهديد طهران لاسرائيل بالرد على قصفها القنصلية الايرانية في دمشق، وهو رَد ليس معروفاً ما اذا كان سيحصل قبل عيد الفطر او بعده ولكنه آت لا محالة كما قال الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مؤكداً جهوزية المقاومة لأيّ حرب. فيما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في المقابل، الى انّ «العدو يبحث عن طرق للرد والتي يمكن أن تأتي من أي مكان ونحن مستعدون لذلك». وأضاف: «العدو تعرّض لضربات قوية في كل مكان… نحن مستعدون للرد في أي مكان ومن الممكن أن يكون ذلك في دمشق أو في بيروت».

ليس متوقعاً أي تطور في هذه العجالة على مستوى الاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات الداخلية بعد دخول البلاد في مدار عطلة عيد الفطر الذي يصادف منتصف الاسبوع المقبل، ولكن المعنيين بهذه الاستحقاقات ومعهم المجموعة الخماسية العربية والدولية يستعدون لمرحلة ما بعد العيد وما سيكون عليه الوضع في لبنان والمنطقة خصوصا اذا حصل الرد الايراني على اسرائيل وجاء في موعد قريب.

 

حركة جديدة للخماسية

ولكن على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كشف وزير الاعلام زياد مكاري لـ«الجمهورية» انّ اللجنة الخماسية العربية الدولية ستباشر قريباً تحركاً جديداً ولكن على مستوى عالٍ وربما يكون على مستوى وزراء خارجية دولها (الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر) من أجل دفع الامور نحو توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهي ستزور بعض القيادات السياسية التي لم تزرها قبل عطلة الاعياد مثل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي سيعود من باريس الثلاثاء المقبل، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إضافة الى عدد آخر من النواب او الكتل.

 

نصرالله

وفي هذه الاثناء لفتت المواقف التي أعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في الاحتفال المركزي لمناسبة يوم القدس الذي يصادف يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان، حيث قال: «انّ كلّ من يُحلّل ويقول ما يجري في غزّة وفلسطين والعراق واليمن والانتخابات الرئاسية في لبنان أنها تنتظر المفاوضات الأميركية الإيرانية هو كلام غير صحيح. إيران لا تفاوض على الملفات الإقليمية مع الأميركيين». واشار الى «أن حادثة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق هي مفصل لها ما قبلها وما بعدها». ولفت الى «انّ إيران حتّى الآن ترفض أي لقاء مباشر وتفاوض مباشر مع الأميركيين»، وقال: «الأميركيون يعبّرون دائماً عن استعدادهم للتفاوض المباشر مع الإيرانيين لكن الإيرانيين لا يُخدعون».

واكد نصرالله انّ «المقاومين على الحدود والجبهة الأمامية جاهزون لأي رد فعل، ونحن نحتاج فقط لاتصال عند أي رد فعل». وأضاف: «إذا اتخذ القرار بإطلاق 100 صاروخ على الجولان بدقائق معدودة الشباب ينفذون العملية». مكررا موقفه «عندما تتوقّف في غزة تتوقّف عندنا». وقال: «أقول للاخوان لا تسألوا عن كل مَن يحكي من التافهين، من واجبنا أن نقول للعدو والصديق ولهؤلاء التافهين هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا ولا تخاف منها». وأشار إلى أن «المقاومة أدارت معركتها خلال الأشهر الستة حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية، ولكنها على أتم الاستعداد والجهوزية لأي حرب يطلقها العدو، وهذه الحرب هرب منها الاسرائيلي منذ اليوم الأول لأنّ قيادة العدو الاسرائيلي تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان، والمقاومة قوية ولبنان قوي بالمعادلة الذهبية والتضامن القوي في بيئة المقاومة». وختم: «إذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحبا، والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان».

 

لبنان وقبرص والمهاجرون

من جهة ثانية، وبعدما لاحت في الافق ملامح ازمة ديبلوماسية بين لبنان والدولة القبرصية على خلفية المهاجرين غير الشرعيين، أُعلن امس انّ رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس سيزور لبنان الاثنين المقبل على رأس وفد وزاري، لإجراء محادثات رسمية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة. ويشارك في المحادثات الوزراء المختصون في البلدين.

 

كذلك سيلتقي الرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتدوم الزيارة يوما واحدا.

وتأتي هذه الزيارة بعد الاتصال الذي اجراه ميقاتي بالرئيس القبرصي امس الاول، نافياً ما تردد عن فتح لبنان باب الهجرة غير الشرعية في اتجاه قبرص واوروبا عموماً.

وحول هذا الموضوع، شدد وزير الاعلام زياد مكاري لـ«الجمهورية» على «ضرورة فتح هذا الملف على مصراعيه للبحث عن حلول، لأنه سيتحول ازمة جديدة مع اوروبا اذا لم تتم معالجته». وقال: «سبق وحذّرت من باريس امام المسؤولين الفرنسيين من انه في فصلَي الربيع والصيف سيزداد عدد المهاجرين غير الشرعيين، لأنّ الطقس سيكون مناسباً، ولا قدرة للبنان على ضبط الحدود البحرية ومنع التهريب كلياً عبر البحر مع انّ الجيش اللبناني والقوى الامنية تقوم بواجباتها قدرالامكان».

واضاف مكاري: «انّ ضبط الحدود البحرية يحتاج الى امكانات كبيرة وعديد وعتاد غير متوافرين، وقد ابلغ لبنان هذا الامر الى المسؤولين الاوروبيين، لكن يبدو انّ اوروبا تفكر في مصلحتها وتفضّل ان يبقى النازحون السوريون حيث هم في الدول المضيفة فهذا «أفضل وأوفر ماديّاً لها»، حيث تكتفي بعض الدول الاوروبية بتقديم دعم مادي محدود لهم في الدول الموجودين فيها.

 

وفي الاطار نفسه، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، سفيرة الإتحاد الأوروبي السيدة ساندرا دو وال، وأكد لها «ضرورة تغيير مقاربة أزمة النزوح السوري ومعالجتها بطريقة جديدة ومختلفة قبل فوات الأوان»، ودعا الى «اجراء مراجعة شاملة من خلال الحوار والتعاون مع الشركاء الاوروبيين والدول المانحة تحضيراً لمؤتمر بروكسل الوزاري للنازحين السوريين المزمع عقده نهاية أيار المقبل».

والتقى بوحبيب ايضاً نائبة المفوض العام لوكالة «الأونروا» ناتالي بوكلي، ترافقها مديرة شؤون الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس، وشدد على «أهمية عمل «الأونروا» لا سيما في ظل الظروف الصعبة والخطرة التي تشهدها المنطقة، حيث تبقى «الأونروا» صمّام الأمان للفلسطينيين الموجودين في لبنان والدول المجاورة من أجل إعطاء جرعة امل في حلّ عادل لقضيتهم، ومن هنا ضرورة استمرار تمويل هذه الوكالة».

 

صندوق النقد

وخرقَ الجمود الداخلي أمس جولة المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محي الدين على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل، بعد انقطاع ملحوظ لأي نشاط او تحرك للصندوق في لبنان. وإذ حرص على التأكيد ان الاخبار التي تحدثت عن تخلّي او توقف للمفاوضات مع صندوق النقد، علمت «الجمهورية» انّ محي الدين حذّر من خطورة تدهور الوضع الاقتصادي في ظل غياب الاصلاحات المطلوبة خصوصا على المستوى المالي والنقدي، وطلبَ بشكل ملحّ إقرار مشروع قانون اعادة هيكلة المصارف كشرط اساسي للاتفاق على خطة التعافي الاقتصادي والمالي.

وعلمت «الجمهورية» ان وفد الصندوق سيستكمل لقاءاته الاسبوع المقبل مع الهيئات المعنية لِحَضّها على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.

وقد نفى محيي الدين خلال محادثاته كل ما يُشاع عن إبطال للإتفاق الأولي بين لبنان وصندوق النقد، مؤكداً «ثباته واستمراريته وتطويره تماشياً مع الضرورات اللبنانية».

 

وتطرق البحث بينه وبين بري الى موضوع الودائع، فأعاد بري التأكيد بإسمه وبإسم المجلس النيابي «ضرورة الحفاظ على حقوق المودعين كاملة، لما في ذلك من أهمية لاستعادة الثقة بلبنان وبقطاعه المصرفي وثقة اللبنانيين مقيمين ومغتربين بوطنهم لبنان».

وبعد اللقاء مع ميقاتي اكد محيي الدين انّ اللقاءات التي يعقدها هي «لمراجعة العلاقات بين لبنان وصندوق النقد، والتحضيرات الجارية للزيارة التي سيقوم وفد من لبنان برئاسة نائب رئيس الحكومة منتصف الشهر الحالي الى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الصندوق».

 

وضع الجنوب

وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت امس الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الحدودية، حيث اغار الطيران الحربي على منزل المواطن سليم السبلاني في بلدة كفرحمام، ما ادى الى اصابة 7 مواطنين بجروح طفيفة ومتوسطة جراء تطاير الزجاج والحجارة، وتمت معالجتهم ميدانيا من مسعفي الدفاع المدني، والى تدمير المنزل بالكامل وأضرار مباشرة في المنازل المجاورة.

 

كذلك تضررت شبكة الكهرباء، وعملت بلدية كفرحمام على اعادة فتح الطرق التي اقفلت بالحجارة المتطايرة جراء الغارة. وكذلك اغار الطيران المسّير الاسرائيلي على غرفة زراعية في محلة القاطع في أطراف بلدة شبعا. فيما اغار الطيران الحربي على بلدات بليدا وميس الجبل والزلوطية وزبقين وعيتا الشعب وكفركلا قرب بوابة فاطمة حيث اصيبت وتضررت آليات وغرف العسكريين في موقع الجيش اللبناني.

وردت ‏»المقاومة الإسلامية» على هذه الاعتداءات، فاستهدفت آليةً ‏عسكرية عند بوابة موقع المطلة بصاروخ موجّه، وتحركاً للجنود والآليات في موقع المالكية والتجهيزات التجسسية في «ثكنة زرعيت». ‏

واذ اكدت القناة 14 العبرية «سقوط صاروخ أو طائرة مسيّرة في مستوطنة مانوت بالجليل الغربي ووقوع أضرار في المكان»، اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن إصابة جندي اسرائيلي بجروح في المطلة من جراء صاروخ مضاد للدروع.

 

وقد توتر الوضع بعد الظهر في مناطق الجنوب جرّاء تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية، حيث اغار الطيران الاسرائيلي عند الخامسة عصرا على مركز لحركة «أمل» في جديدة مرجعيون ما ادى الى سقوط 3 شهداء من «الحركة»، كذلك اغار على منزل في عيتا الشعب، أدت الى سقوط شهيدين وجريح من «حزب الله». كما شنّ الطيران الاسرائيلي غارة على منزل اللواء أنطوان لحد وسط مدينة مرجعيون.

واغار على اطراف طيرحرفا، فيما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بلدة كفركلا. ولاحقاً، قصفت دبابة ميركافا متمركزة في مستعمرة المطلة بلدة كفركلا وجنوب مدينة الخيام. وفي السابعة مساء، شَن الطيران الحربي المعادي غارات جوية بالصواريخ استهدفت بلدتي بليدا وميس الجبل. كما افيد بأنّ قوات العدو أطلقت نيراناً رشاشة باتجاه بلدة الضهيرة.

 

وفي المقابل استهدفت المقاومة ‏مجموعة من الجنود الإسرائيليين تَتموضع في مبنى في مستعمرة «أدميت» وموقع ‏حدب يارون و‏انتشاراً للجنود في محيط موقع المنارة ‏وموقع «‏السماقة» في تلال كفرشوبا المحتلة. ‏

ونعت المقاومة الإسلامية امس، المقاومين علي ناصر عبد علي (من بلدة عيتيت) في الجنوب وبلال حيدر حلّال من بلدة قانا. كذلك نعت عناصرها الثلاثة: محمد داوود شيت من بلدة كفركلا، وموسى عبد الكريم الموسوي من بلدة النبي شيت مواليد ١٩٧٧، ومحمد علي وهبي من بلدة الخيام.