مجلة وفاء wafaamagazine
أكدت مؤسسة “مهارات” في بيان أنه استرعى انتباهها “عدم توقيع لبنان على البيان الختامي للاجتماع الوزاري الصادر عن المؤتمر العالمي الثاني لحرية الاعلام الذي استضافته في كندا وبوتسوانا وذلك عبر منصة رقمية. هذا البيان حمل توقيع 36 دولة عضوا في “تحالف من اجل حرية الاعلام” من اصل 37 عضوا، من دون توقيع لبنان، البلد العضو في هذا التحالف، والذي كان حاضرا في الاجتماع الوزاري ممثلا بوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، اي ان لبنان هو البلد الوحيد في التحالف الذي لم يوقع البيان الختامي”.
ورأت أن “هذا المؤتمر الذي ادار جلسات الحوار فيه وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامباين وحضره ممثلون عن حكومات ومجتمع مدني واكاديميين ومنظمات دولية، صدر في نهايته بيان ختامي عن الاجتماع الوزاري الذي اعلن فيه اعضاء “التحالف من اجل حرية الاعلام” عن عقدهم لاول اجتماع على المستوى الوزاري لتبادل الاراء وتنسيق الجهود للدفاع عن حرية الاعلام على المستوى العالمي. وكان قد وقع اعضاء التحالف على تعهد عالمي حول حرية الاعلام والتزم كل منهم العمل على تعزيز حرية الاعلام وسلامة الصحافيين، وذلك خلال المؤتمر الاول للتحالف الذي استضافته المملكة المتحدة في تموز 2019″.
وأوضحت أن “البيان الختامي طالب الدول الاعضاء في التحالف بالعمل على توفير المزيد من الحماية للصحافيين وضمنا في الفضاء الرقمي وانهاء الافلات من العقاب ليتمكن الصحافيون حول العالم من القيام بمهامهم بحرية. كما ندد البيان بالاعتداءات على الصحافيين واعتبر حرية التعبير ضمانة اساسية لحقوق الانسان، وان الاعلام حجر اساس للديمقراطية، ولا يمكن للراي العام ان يقوم بمحاسبة السياسيين وبلعب دور رقابي دون اعلام حر ومستقل”.
ورأت أن “البيان تخوف من تراجع الحريات الاعلامية بسبب الانظمة الديكتاتورية واستخدام الادوات الرقمية التي تحد من حرية التعبير، وانعكاس ذلك في القوانين الزجرية والرقابية وفي الممارسات القمعية ضد الصحافيين التي تعيق تداول المعلومات في الفضاء الرقمي”.
وأكدت أن “البيان دعا الى ايجاد بيئة ملائمة للتداول الحر للمعلومات تقوم على اعلام حر مستقل متعدد ومتنوع تكون كل الفئات وحتى الاكثر تهميشا ممثلة فيه، ومن ضمنها النساء والمثليون. وتضمن البيان سلسلة توصيات للدول اهمها توفير ملاذ امن للصحافيين وتعزيز الاعلام المستقل وديمومته في ظل بيئة قانونية داعمة لحرية التعبير والتنوع”.
واستغربت مؤسسة مهارات “تمنع لبنان عن التوقيع على البيان الختامي الذي دعا الدول الاعضاء في التحالف الى المزيد من الضمانات لحماية حرية الاعلام وسلامة الصحافيين وحرية التعبير وتعزيز التنوع. يأتي ذلك في ظل تراجع مستوى الحريات في لبنان وتزايد الاعتداءات والتوقيفات والتضييق على الصحافيين والناشطين ولا سيما الذين لديهم اراء نقدية حول الاوضاع في لبنان وفي ظل ممارسات تعيق الوصول الى المعلومات وتمنع الصحافيين من القيام بدورهم الرقابي على السلطات السياسية”.
وطالبت “الخارجية اللبنانية بتوضيح سبب عدم توقيع لبنان على البيان الختامي وما اذا كان يحمل بخلفياته قرارا سياسيا واضحا بعدم دعم وتعزيز حرية الاعلام والصحافة في مرحلة دقيقة من الانتقال الديمقراطي الذي يستوجب مزيدا من تعزيز دور الصحافة الحرة في المساءلة”.
وتمنت على “الحكومة اللبنانية اعادة النظر بموقفها والالتحاق بموقف اعضاء التحالف الذي عبروا عنه في بيانهم، كما تدعوها الى ان تأخذ موقفا متقدما في الدفاع عن الحريات الاعلامية وتأمين سلامة الصحافيين والتزام تعهداتها الدولية، لا سيما ان لبنان كان متقدما في هذا المجال. الا ان بيئة العمل الصحافي لناحية الحرية والسلامة في لبنان كانت قد تراجعت بشكل دراماتيكي في السنوات الماضية، وتحصين هذه البيئة للعمل الصحافي تستدعي عمل الحكومة اللبنانية على تعزيز منظومة حماية الحق في التعبير وتأمين سلامة الصحافيين”.