الرئيسية / آخر الأخبار / المزيد من بيانات النعي برحيل الفنان زياد الرحباني

المزيد من بيانات النعي برحيل الفنان زياد الرحباني

مجلة وفاء wafaamagazine

تواصلت بيانات التعزية والنعي بالفنان والموسيقار والمسرحي زياد الرحباني من قوى وجمعيات ثقافية واقتصادية من مناطق مختلفة، ففي هذا الاطار، نعى المركز الثقافي في عجلتون، في بيان، الفنان والمفكر الكبير زياد الرحباني، “الذي غاب عن دنيانا تاركًا إرثًا لا يُقاس، ووجعًا لا يُوصف، وذاكرةً لا تُمحى. في رحيل زياد، لا نودّع مجرد فنان، بل نودّع ضميرًا حيًّا، وصوتًا صادقًا، وموقفًا لا يلين”.

أضاف: “من خلال أعماله المسرحية، كشف زياد عن الوجه الآخر للبنان: لبنان المهمّشين، المنسيين، الحالمين، والساخرين من واقعٍ لا يُطاق. لم يكن يكتب نصوصًا، بل يعيد تشكيل الوعي الشعبي. شخصياته ليست رموزًا، بل كائنات نابضة بالحب والوجع، تتكلم بلسان الناس وتصرخ بوجعهم. كذلك، أعاد زياد تعريف الأغنية اللبنانية، فمزج بين الجاز، والكلاسيك، والموسيقى الشرقية، ليخلق صوتًا لا يشبه إلا نفسه. كتب ولحّن وغنّى بصوته المتعب، الصادق، الذي لا يطلب الإعجاب بل يفرض الاحترام. كانت موسيقاه حوارًا داخليًا مع الوطن، مع الذات، ومع الآخر، حيث تتداخل النغمة مع الفكرة، واللحن مع الموقف. أما في تراتيله، فلم يكن زياد مجرد ملحّن، بل متأمّلٌ في سرّ الإيمان، وفي جمالية الصلاة كفعلٍ إنساني. منح الترتيل بعدًا فنيًا وفلسفيًا، حيث تتداخل القداسة مع البساطة، والعمق مع الحميمية. كانت تراتيله جسرًا بين الأرض والسماء، بين الإنسان والله، بموسيقى لا تعرف التكلّف ولا التصنّع”.

وتابع: “في بلدة عجلتون، حيث تتعانق الطبيعة مع التاريخ، والروحانية مع الفن، لطالما وجدنا في أعمال زياد الرحباني صدىً لما نحمله من قيمٍ ثقافية وإنسانية. هنا، حيث ترتفع الكنائس القديمة وتُقام الأمسيات الشعرية والموسيقية، نسمع في تراتيله نَفَسًا يشبه صلواتنا، ونرى في مسرحه مرآةً لقلقنا وأحلامنا. لقد كان زياد، وإن لم يسكن عجلتون، ساكنا وجدانها”.

وختم البيان: “رحل زياد، لكن أثره باقٍ فينا. في كل مسرحية نعيد مشاهدتها، في كل أغنية نهمس بها، في كل صلاةٍ نرتّلها على طريقته. لقد علّمنا أن الفن ليس ترفًا، بل ضرورةٌ للوعي، للحرية وللحب”.

الاتحاد الوطني لنقابات العمال

كما نعى الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين “الفنان الثوري الطبقي زياد الرحباني، الذي شكّل على مدى عقود صوتاً للناس البسطاء، وضميراً حياً لقضايا الفقراء والكادحين، ومدافعاً صلباً عن العدالة الاجتماعية والحرية وكرامة الإنسان”.

وقال في بيان: “لقد كان الرفيق زياد، في مسيرته الإبداعية والنضالية، صدىً حيّاً لآلام الناس وأحلامهم، وكشف من خلال أعماله المسرحية والموسيقية والنقدية زيف النظام الطائفي والطبقي، وجعل من فنه أداة مقاومة ومعركة في وجه الظلم والاستغلال والقمع”.

وقدم الاتحاد تعازيه إلى السيدة فيروز، والى عائلة الرحابنة.

الحركة الثقافيّة – انطلياس

وفي السياق، وجهت الحركة الثقافية – انطلياس، تحية إلى زياد الرحباني وقالت في بيان: “مع غياب زياد الرحباني تخسر الموسيقى اللبنانية، ويخسر المسرح اللبناني، عبقرية استثنائية كان لها حضورها المميز في تاريخنا المعاصر. ابن العائلة الرحبانية هو، منها أخذ سر التفوّق والتعبير عن روح الشعب. وقد حاول أن يتمايز بعض الشيء عن الجو الرحباني، فكان أكثر ميلاً للنقد الجذري في مواجهته مظاهر التخلف والتعصب في مجتمعنا. كان منحازاً للعدالة الإجتماعية وصاحب قضية دافع عنها طوال مسيرته الفنية. وكان وطنياً صلباً ضد كل احتلال، ومحط احترام وتقدير عند كل من سمع موسيقاه، وكل من تعمق في جوهر مسرحه”.

اضافت: “في تراتيله الدينية برهن أنه متجذر في تراثه الشرقي الأصيل وأن التغيير الذي التزم به لا يطال جوهر القيم الإنسانية الخالدة التي آمن بها شعبنا. في مناسبة الإحتفال بمئوية مولد منصور الرحباني في المهرجان اللبناني للكتاب – الدورة 42، دعت حركتنا وزارة الثقافة إلى إقامة متحف للفن الرحباني، بكل تراثه وتنوّعه، يكون شهادة من قبل شعبنا على احترام العبقريات الكبرى التي كان لها إشعاعها على المستويين العربي والعالمي. إن الغياب المبكر لزياد هو فجيعة كبرى أصابت العائلة والوطن”.

وختم البيان: “ان حركتنا الثقافية تتقدم من الأم الحزينة والأيقونة المباركة فيروز وسائر أفراد العائلة، ومن كل الأصدقاء والمحبين، بأعمق مشاعر التعزية. وهي على يقين من أن الراحل الكبير انضم إلى عاصي ومنصور والياس خالدأ على مر العصور”.