الرئيسية / آخر الأخبار / عراقجي يقدّم روايته للحرب… ويكشف تفاصيل الرد على اغتيال هنية

عراقجي يقدّم روايته للحرب… ويكشف تفاصيل الرد على اغتيال هنية

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم، أن بلاده كانت في أعلى درجات الجهوزية للحرب بالتزامن مع المفاوضات الدبلوماسية، كاشفاً عن اختلاف الآراء داخلياً حول توقيت الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية.وقال عراقجي، في مقابلة تلفزيونية، إنه «عندما جرى اغتيال الشهيد هنية، كان مسعود بزشكيان قد أدى اليمين الدستورية قبل يوم من ذلك، لكن الوزراء لم يكونوا قد اختيروا بعد (…) وفي مساء ذلك اليوم، دعا سماحة القائد إلى جلسة – كما يفعل عادةً عند وقوع أحداث مصيرية – وقد دُعيتُ (عراقجي) إليها، وكانت تضم أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي ورئيس الجمهورية».وأضاف: «في تلك الجلسة، كان هناك إجماع على ضرورة الرد، لكن كانت هناك خلافات بين السياسيين والعسكريين حول توقيت وكيفية الرد»، موضحأً أن «التردد في تحديد توقيت الضربة الأولى جاء من جانب القادة العسكريين أنفسهم، فقد رأى بعضهم أن الهجوم يجب أن يُنفّذ فقط عندما نكون متأكدين من قدرتنا على الدفاع عن البلاد بعد تنفيذ الضربة».ولفت إلى أن «الاختلاف حول التوقيت وطريقة الهجوم لم يكن حكراً على طرف واحد، بل كان موجوداً لدى القادة السياسيين والعسكريين على حد سواء». وقد تقرّر في تلك الجلسة، حسب عراقجي، أن «تُستكمل أولاً الاستعدادات الدفاعية للبلاد بعد الهجوم، ثم يُنفّذ الردّ العسكري».وأشار عراقجي إلى أنه «بعد اغتيال الشهيد هنية، وعملية الوعد الصادق 2، وسقوط سوريا، وانتخاب دونالد ترامب، بلغنا حافة الحرب ثلاث مرات على الأقل»، مشدداً أنه «في كل مرة، كانت الحكومة والقوات المسلحة في أعلى درجات الجهوزية، كما كانت السياسة الخارجية نشطة جداً».

ولفت إلى أن إسرائيل «تبذل كل ما في وسعها لجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب، لأن صواريخنا لا تصل إلى أراضيها»، كاشفاً أنه قال لبعض قادة المنطقة: «الحمد لله أن لدى الأميركيين عدداً كافياً من القواعد العسكرية في منطقتكم، للأسف على أراضيكم، ولذلك سنضطر لاستهدافها».أما عن المفاوضات قبل العدوان الإسرائيلي، اعتبر عراقجي أن «القول إن وزارة الخارجية أو السياسة الخارجية في إيران قد خُدعت، غير صحيح، لأن القرار كان قرار الدولة، وتم تنفيذه ضمن هذا الإطار».وأوضح أن «وزارة الخارجية قامت بعملها، بناءً على أوامر القيادة العليا للنظام»، معرباً عن اعتقاده بأنه «من خلال المفاوضات لم تتكبّد إيران خسائر، بل حققت مكاسب كثيرة، وعلى رأسها إثبات حقانيتنا أمام الشعب الإيراني والمجتمع الدولي».

وعن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أشار عراقجي إلى أنه «في إحدى جلسات المجلس الأعلى للأمن القومي، صدر قرار يقضي بأنه إذا طلب العدو وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة، فإن الجمهورية الإسلامية ستقبل بذلك. وقد اُتخذ هذا القرار الاستراتيجي في أواخر الحرب (اليوم الثامن أو التاسع) ومن موقع قوة».وتابع أنه «في الساعة الواحدة فجراً، تلقّينا اتصالات تفيد بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار. وبعد تلقي هذا الطلب من عدة دول، أجريتُ، بصفتي وزير الخارجية، مشاورات مع قائد الحرس الثوري وسائر المؤسسات المعنية للتأكد من توافق الوضع مع القرار المذكور»، و«بعد التأكد النهائي، تم الإعلان أن إيران مستعدة لوقف الحرب بشرط أن يوقف الطرف الآخر هجماته».وتطرّق الوزير الإيراني أيضاً إلى «حادثة سوء الفهم» بشأن توقيت وقف إطلاق النار، قائلاً: «الأصدقاء في القوات المسلحة اعتقدوا أن التوقيت المحدد هو الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، لذا استمر الهجوم حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وبعد الظهر، تم حل هذا اللبس عبر اتصال هاتفي».

وأضاف أنه «في مساء اليوم الأول من وقف إطلاق النار، زعم الكيان الصهيوني أن إيران أطلقت صواريخ وخرقت الاتفاق، فأرسلوا طائراتهم لشن غارات. على الفور، أرسلتُ رسالة إلى وتيكوف مفادها أن إسرائيل تختلق الذرائع وتتّهم إيران زيفاً، ولم يحصل أي خرق، وإذا أقدمت على أي عمل، فسوف نرد فوراً وبشدة أكبر من السابق. وقلت له: إيران هي لبنان، وما فعلتموه في لبنان لن يُسمح لكم بتكراره هنا».ومن ثمّ، «غرّد ترامب وطلب من الطيارين العودة، وأوقف الهجوم الإسرائيلي، ما أظهر أن كل الأمور منذ البداية كانت منسّقة مع الأميركيين».