مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ عدد الحميات الغذائية لا يُحصى. ولكن إذا كان هدفكم الوقوف في وجه الأمراض المُزمنة وعَيش حياة أطول وصحّية أكثر، فإنّ بعض الخطط الغذائية يتفوّق على البقيّة.
كشفت اختصاصية التغذية أماندا هولتزر، من مدينة نيويورك، 4 حميات تساعد على إضافة الأعوام إلى حياتكم، إذا كنتم في المقابل تتّبعون عادات صحّية وتخضعون للاختبارات الطبية الضرورية بحسب عمركم:
– حمية البحر الأبيض المتوسط
إنها تعتمد بشكلٍ خاص على النباتات كالفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة. وفي المقابل، تدعو الحمية المتوسطية إلى استهلاك السمك، والألبان، والبيض، والدجاج باعتدال، في حين أنها تحدّ بشكلٍ كبير من اللحوم الحمراء، والسكّريات المكرّرة، والأطعمة المصنّعة. فضلاً عن أنها تُخصّص مساحة جيّدة للدهون الصحّية مثل زيت الزيتون، والأفوكا، والبذور، والمكسّرات. وبفضل تركيزها على النباتات، إنها حتماً غنيّة بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، لتكون بذلك ممتازة للوقاية من الأمراض المُزمنة كالسكّري، والسرطان، وأمراض القلب. لا بل أكثر من ذلك، إنّ محتوى الألياف العالي في هذا النظام الغذائي يضمن استقرار معدل السكّر في الدم وانتظام حركة الأمعاء. وبما أنه يُشجّع على استهلاك مأكولات منخفضة الكالوريهات، فإنه يدعم خسارة الوزن.
– حمية المناطق الزرقاء
وتحديداً أوكيناوا في اليابان، وسردينيا في إيطاليا، ونيكويا في كوستاريكا، وإيكاريا في اليونان، ولوما ليندا في كاليفورنيا. تتميّز هذه المناطق بأطول عمر افتراضي وبأدنى معدلات الأمراض المُزمنة. إنّ 95 إلى 100 في المئة من هذه الحمية مبنيّة على النباتات، مع التركيز على الأطعمة الأقل تصنيعاً واحتواءً على المكوّنات، وضمان ترطيب جيّد لا يقلّ عن 7 أكواب من المياه يومياً. وفي المقابل، إنها تحدّ من استهلاك الألبان، والبيض، والسكّر، واللحوم، وتسمح بكمية معتدلة من السمك. من أهمّ مبادئ حمية المناطق الزرقاء التوقّف عن الأكل عندما تصبح المعدة مُمتلئة بنسبة 80 في المئة، والاستمتاع بكأس إلى كأسَي نبيذ في اليوم. وعلى غِرار الحمية المتوسطية، إنّ هذه الخطة الغذائية تساعد على خفض الالتهاب، ودعم صحّة القلب والأمعاء، وتعزيز خسارة الوزن. وما يُميّزها أنها لا تضع كل الضغط على الغذاء، إنما تُركّز على مختلف جوانب الصحّة بما فيها الرياضة، والعلاقات الاجتماعية، والروحانية، وإدارة الإجهاد.
– الحمية اليابانية
إنّ العوامل الأساسية في هذه الحمية هي الفاكهة، والخضار، والسمك، وفول الصويا، والأطعمة المخمّرة، والشاي الأخضر، مع كمية محدودة من اللحوم الحمراء، والأطعمة المصنّعة، والسكّر المُضاف. كذلك هناك عامل جوهري آخر يتمثّل بأحجام الحصص الصغيرة. فبدلاً من تناول 3 وجبات كبيرة في اليوم، تُشجّع الحمية اليابانية على استهلاك حصص صغيرة، متكرّرة ومتساوية الحجم طوال اليوم. من خلال هذه الطريقة، يمكن المساعدة على استقرار مستويات السكّر في الدم خلال اليوم. أمّا فول الصويا الغنيّ بالألياف، والذي يُعتبر مصدراً رئيساً للبروتينات النباتية في الحمية اليابانية، فهو يعمل أيضاً على استقرار السكّر في الدم. إنّ هذا الأخير لا يُسيطر على الشهيّة ويمنع المبالغة في الأكل فحسب، إنما يساعد أيضاً على الوقاية من مقاومة الإنسولين، وهي أحد العوامل الرئيسة المُسبِّبة للبدانة، والسكّري، وأمراض القلب. وفي ما يخصّ المأكولات المخمّرة، مثل الميزو، فهي غنيّة بالبكتيريا الجيّدة بالبروبيوتك التي تعيش في الجسم وتحمي من البكتيريا السيّئة، واللافت أنها تؤدي دوراً كبيراً في المناعة والوقاية من الأمراض.
– حمية “DASH”
إنها عبارة عن نهج غذائي يهدف إلى وقف ارتفاع ضغط الدم. وعلى غِرار الخطط الغذائية الصحّية الأخرى، تدعو حمية “DASH” إلى زيادة استهلاك الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبروتينات المنزوعة الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، في مقابل وضع حدّ للحوم الحمراء والمصنّعة، والألبان كاملة الدسم، والزيوت المكرّرة، والأطعمة المليئة بالسكّر والصوديوم. إنها غنيّة بالألياف، ومضادات الأكسدة، والمغذيات الأخرى كالبوتاسيوم والماغنيزيوم والكالسيوم، التي تساعد الجسم على التحرّر من السوائل الإضافية التي تُساهم في ارتفاع ضغط الدم. ومن خلال الحدّ من مصادر الصوديوم، والدهون المشبّعة، والسكّريات المصنّعة، رُبطت حمية “DASH” بخفض خطر البدانة، ومقاومة الإنسولين، والالتهاب.