مجلة وفاء wafaamagazine
أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة مكماستر ارتباطًا كبيرًا بين السكتة الدماغية وزيادة بنسبة 80% في خطر الإصابة بالخَرف. وتمّ تقديم هذا البحث في مؤتمر الجمعية الأميركية للسكتة الدماغية لعام 2024، ويشير إلى أنّ العام الأول بعد السكتة الدماغية يشهد زيادة ثلاث مرات في خطر الإصابة بالخَرَف، وهو ما يستمر لمدة تصل إلى 20 عاماً بعد حدوث السكتة الدماغية.
شملت الدراسة أكثر من 15 مليون شخص في أونتاريو، كندا، كانوا تعرّضوا إما لسكتات دماغية ناتجة من انسداد في شرايين الدماغ أو نزيف دماغي، وتشير النتائج إلى تأثير كبير وطويل الأمد على الصحة العقلية بعد السكتة الدماغية.
15 مليون مصاب سنوياً
تؤثر السكتة الدماغية، التي تصيب حوالى 15 مليون شخص حول العالم سنويًا، عندما يتسبّب انسداد أو تمزق في الشريان المؤدي إلى الدماغ في نقص تام للأوكسيجين إلى الدماغ. وتشمل العواقب غالبًا إعاقات دائمة، مثل شلل في جانب الجسم الواحد، وصعوبات في التواصل، وفقدان الذاكرة، أو مشاكل في الحركات الحركية.
وأظهرت الدراسات السابقة أيضًا أنّ الإصابة بالسكتة الدماغية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل مشاكل الرؤية، والاكتئاب، والتعب بعد السكتة الدماغية، وصعوبة البلع، والسرطان، والخرف.
تظهر هذه الدراسة الحديثة من جامعة مكماستر زيادة بنسبة 80% في خطر الإصابة بالخَرَف لدى الأفراد الذين خضعوا للسكتة الدماغية، حتى بعد مراعاة عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بالخَرَف. ويلاحظ أنّ الخطر المرتفع يكون بشكل خاص ملحوظاً في العام الأول بعد السكتة الدماغية، حيث يتناقص إلى زيادة 1.5 مرة بعد 5 سنوات من السكتة الدماغية، ويظل لمدة 20 عامًا.
السكتة الدماغية والخَرَف
تسلّط الدراسة الضوء على الرابط الحيوي بين السكتة الدماغية والخَرَف، مشيرةً إلى ضرورة معالجة هذه القضية، بخاصة مع تقدّم السكان في العمر وزيادة عدد ناجين السكتة الدماغية.
ويؤكّد الدكتور رائد جوندي، الباحث الرئيسي في الدراسة، على أهمية إقامة رابط مباشر بين السكتة الدماغية والخََرف لتوجيه الأبحاث والتخطيط واستراتيجيات التدخّل. ويشير إلى أنّ التأثير الإعراضي شائع بعد السكتة الدماغية، وفهم توقيت بداية الخَرَف بعد السكتة الدماغية أمر أساسي لتحسين جودة الحياة وتوقعات الحياة لناجين من السكتة الدماغية.
قام الباحثون بتحليل البيانات من قواعد بيانات طبية في أونتاريو، كندا، وشملت أكثر من 15 مليون شخص. من بينهم، تمّ التعرف على حوالى 181,000 شخص كانوا قد نجوا من السكتة الدماغية دون خَرف لمدة لا تقلّ عن 90 يومًا. قورن المشاركون بمجموعتي مقارنة: أولاً، أفراد من السكان العامين لم يكونوا قد تعرّضوا لسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وثانياً، أفراد قد تعرّضوا لنوبة قلبية دون سكتة دماغية. وأكّدت التحليلات زيادة بنسبة 80% في خطر الإصابة بالخَرَف لدى الذين تعرّضوا للسكتة الدماغية مقارنة بمجموعات المقارنة، حتى بعد المطابقة في العمر والجنس والوضع الاقتصادي وعوامل الخطر الوعائي.
في الختام، تبرز الدراسة الحاجة الملحّة إلى الوقاية من السكتة الدماغية كاستراتيجية رئيسية لتقليل خطر الإصابة بالخَرَف. ويؤكّد الدكتور تشنغ-هان تشن، الطبيب المتخصص في القلب والأوعية الدموية والمدير الطبي لبرنامج القلب الهيكلي في مركز سادلباك الطبي التابع لميموريالكير في لاغونا هيلز، كاليفورنيا، على الخطر المتزايد لناجين السكتة الدماغية من الإصابة بالخَرَف، مشدّدًا على ضرورة التعامل مع هذا الخطر، الذي يفوق خطر الإصابة بسكتة دماغية متكرّرة.