
مجلة وفاء wafaamagazine
ذكر موقع “The Conversation” الأسترالي أنه “في حال وجد الشخص نفسه غير متناغم مع أنماط النوم الطبيعية بعد السهر أو العمل في نوبة ليلية، فربما يعاني مما يُطلق عليه العلماء “اضطراب التوقيت الاجتماعي”. ويصف هذا المصطلح عدم التوافق بين الساعة البيولوجية الداخلية (الإيقاع اليومي) والجدول الاجتماعي للشخص. ويُعد اضطراب توقيت الساعة البيولوجية الاجتماعي المرتبط بأنماط النوم غير المنتظمة والتعرض غير المنتظم لأشعة الشمس أمرًا شائعًا بشكل متزايد، وقد ارتبط بضعف جهاز المناعة”.
وبحسب الموقع، “لقد ثبت أن تعطيل الإيقاعات اليومية للفرد من خلال العمل بنظام المناوبات، على سبيل المثال، له تأثير سلبي على قدرته على مكافحة العدوى. وتعزز هذه الملاحظات فكرة أن الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية القوي من خلال التعرض المنتظم لأشعة الشمس يدعم نظام المناعة الصحي. لكن كيف يُدرك الجهاز المناعي أننا في الصباح؟”
وتابع الموقع، “تُعدّ الإيقاعات اليومية سمةً أساسيةً لكل أشكال الحياة على الأرض. ويُعتقد أنها تطورت قبل نحو 2.5 مليار سنة، وهي تُمكّن الكائنات الحية من التكيف مع التحديات المرتبطة باليوم الشمسي الذي يمتد على مدار 24 ساعة. على المستوى الجزيئي، تُنظَّم هذه الإيقاعات اليومية من خلال مُنظِّم زمني مُرمَّز وراثيًا متعدد المكونات يُسمى الساعة اليومية. ومن المعروف أن كل الخلايا تقريبًا تحتوي على مكونات الساعة اليومية، لكن كيفية عملها داخل أنواع الخلايا المختلفة لتنظيم سلوكها لا تزال غير مفهومة تمامًا”.
وبحسب الموقع، “في المختبر، يتم استخدام سمك الزيبرا، وهو سمك صغير يعيش في المياه العذبة ويباع عادة في متاجر الحيوانات الأليفة، ككائن نموذجي لفهم الاستجابة المناعية للعدوى البكتيرية لدى البشر. ويعود سبب هذا الاستخدام لأن التركيب الجيني والجهاز المناعي لهذا النوع من الأسماك مشابه مع جهاز البشر المناعي، كما أن أجسامها شفافة، مما يُسهّل مراقبة العمليات البيولوجية تحت المجهر. يتم التركيز على خلية مناعية تُسمى “الخلايا المتعادلة” (neutrophil)، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء متخصصة في قتل البكتيريا، وهي المستجيب الأول للعدوى، وأكثر الخلايا المناعية وفرةً في أجسام البشر. ونظرًا لقصر عمرها، يصعب التعامل مع الخلايا المتعادلة المعزولة من دم الإنسان تجريبيًا. مع ذلك، باستخدام يرقات سمك الزرد الشفافة يصبح العمل أسهل”.
وبحسب الموقع، “أظهرت الدراسة الأولية أن قوة الاستجابة المناعية للعدوى البكتيرية تصل إلى ذروتها خلال النهار، عندما تكون الحيوانات نشطة. ولأن الحيوانات النهارية، كالبشر وسمك الزرد، تكون أكثر نشاطًا خلال ساعات النهار، فهي أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية. فمن خلال تصوير الخلايا المُتعادلة وهي تقتل البكتيريا في أوقات مختلفة من اليوم، تبين أنها تقتل البكتيريا بكفاءة أكبر خلال النهار مقارنةً بالليل. ومن ثم تم تعديل الخلايا المتعادلة وراثيًا لإيقاف الساعة البيولوجية للسمكة، وتبين أن هذه الخلايا المناعية المهمة تمتلك ساعةً بيولوجيةً داخليةً مُنظَّمةً بالضوء، تُنبِّه الخلايا إلى النهار، على غرار المنبه، وهذا يُعزِّز قدرتها على قتل البكتيريا”.