
مجلة وفاء wafaamagazine
تركت مواقف الموفد الأميركي توم براك التباسات كثيرة ولا سيما عندما قال “تركنا الأمر في موضوع سلاح “حزب الله” لإسرائيل”. وسبق له أن أكد أن الحكومة اللبنانية هي المعنية بالأمر، وبالتالي ليست الولايات المتحدة الأميركية أو أي طرف آخر. فهل يعني ذلك أن هناك “قبة باط” أميركية من أجل عدوان إسرائيلي جديد على لبنان؟
السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـــ”النهار”: “كلام براك عن أن الأمر متروك لإسرائيل، القصد منه مزيد من الضغوط على الدولة اللبنانية والحكومة و”حزب الله” والجميع، وبالتالي هو يدرك جيداً أن إسرائيل تفعل ما تشاء وتريد القيام بأي شيء. فالبعض يتصور أن الولايات المتحدة الأميركية قادرة أن تمارس ضغوطها على إسرائيل بشكل غير مسبوق، وهذه مسألة خاطئة عشناها وواكبناها ونحن على دراية تامة بها، بمعنى أن إسرائيل قد تقوم بعمل عسكري كبير إذا أرادت، من دون أن تردعها الولايات المتحدة الأميركية، نظراً إلى دور اللوبي اليهودي المؤثر جداً في الولايات المتحدة، وهذا ما تأكد في اللقاء الأخير بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ ثمة غطاء مفتوح من واشنطن لتل أبيب وجسر جوي عسكري مفتوح.
ولكن في اعتقادي أن الحزب لن يسلم سلاحه كي لا يخسر المزيد قبل انطلاق ورشة الإعمار، فهو يترقب وينتظر أي مفاوضات أميركية – إيرانية ليبني على الشيء مقتضاه، باعتباره حليفاً استراتيجيا لإيران”.
ويتابع: “أما الأهم فثمة معادلة ما زالت قائمة منذ عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمعنى أن المفاوضات الأميركية – الإيرانية تقوم على ثلاث مسلمات وثوابت: أولاً النووي، ثانياً الصواريخ الباليستية، وثالثاً الميليشيات ومنها “حزب الله”، الذي لن يسلم سلاحه في انتظار ما يحصل ليكسب مزيداً من الوقت، في انتظار المفاوضات، وفي ضوء ذلك يتخذ الموقف وربما يسلم سلاحه. لذا قال براك إن إسرائيل تقرر، قاصدا الضغط على الدولة اللبنانية، وهو يعلم أن إسرائيل لن تقف على خاطر الولايات المتحدة الأميركية إذا أرادت القيام بعمل عسكري كبير”.
وهل يتوقع عدواناً إسرائيلياً كبيراً في ضوء ما أشار إليه الموفد الأميركي؟
يجيب طبارة: “لا أعتقد أنه سيحصل عدوان إسرائيلي كبير، فضمن الاتفاق ستستمر إسرائيل في عملياتها المحدودة، وكلما شاهدت هدفاً للحزب تطلق عليه مسيراتها، أكان قيادياً كبيراً أم أي هدف عسكري. في ظل هذه الظروف والأجواء لا أرى أن هناك حرباً جديدة، إنما ستستمر تل أبيب ضمن عملياتها وكأنه متفق عليها لضرب الأهداف التي تشاهدها للحزب في أي منطقة”.