مجلة وفاء wafaamagazine
عند التفكير في السناكات الصحّية، يُعتبر الترمس من أفضل الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لاستمداد الطاقة ومجموعة من أهمّ العناصر الغذائية. ولكن هل تعلمون أنّ هذه الحبوب الصغيرة يمكنها في الوقت ذاته أن تشكّل تهديداً للصحّة، خصوصاً في حال عدم تحضيرها بطريقةٍ آمنة؟
أوضحت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي لـ»الجمهورية» أنّ «الترمس هو نوع من البقوليات، ويأتي بأشكالٍ مختلفة كالأبيض والأصفر والمرّ والحلو. كما يمكن أن تُباع بذوره إمّا جافة أو مطبوخة وجاهزة للأكل».
خصائصه الغذائية والصحّية
وأضافت: «يحتوي الترمس على بروتينات، ونشويات، وزيوت، وألياف، بالإضافة إلى مادة «Lecithin»، والمعادن مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، والفيتامينات A وB وC».
وعن أبرز فوائده الصحّية التي توصلت إليها الأبحاث العلمية، كشفت أبو رجيلي أنّ «الترمس مفيد لصحّة القلب، والبروتينات المستخرجة منه قد تؤدي دوراً فعّالاً في الحدّ من تطور مشكلات تصلّب الشرايين. كذلك قد يؤثر الترمس إيجاباً في معدلات كل من الكولسترول والضغط والسكّر في الدم، ويمكن أن يحسّن مستوى الإنسولين في الدم. ناهيك عن أنّ الترمس قد يقوّي الأعصاب، ويقضي على الغازات المِعوية، ويخفض مشكلة الإمساك، ويقلّل من احتمال ظهور البواسير، ويكافح الإكزيما».
حساسية الترمس
ولكن رغم كل هذه الفوائد الصحّية والقيمة الغذائية العالية للترمس، إلّا أنّ أبو رجيلي شدّدت على أنه «لا يخلو من الأضرار التي يجهلها معظمنا. على سبيل المثال، قد يشكو بعض الأشخاص من الحساسية على الترمس لاحتوائه على بروتين «Beta Conglutin»، الذي يُشبه إلى حدّ كبير البروتين المُسبّب للحساسية في الفول السوداني. وقد تبيّن أنّ الأشخاص الذين يعانون الحساسية على الفول السوداني لديهم احتمال أكبر لمعاناة حساسية الترمس مقارنةً بغيرهم. إنّ هذه الحساسية قد لا تكون أعراضها قوية وتشمل ورماً في الفم أو تقرّحات جلدية حمراء، ولكنها في بعض الحالات قد تسبب ضيق التنفس وتعقيدات أخرى تُهدّد الحياة. لذلك يجب الوعي والحذر عند استهلاكه، خصوصاً أنه بات يُستخدم في وصفات غذائية كثيرة مثل المنتجات الخالية من الغلوتين وتحديداً دقيق الترمس الذي أصبح بديلاً للدقيق العادي».
التسمّم!
من جهةٍ أخرى، قد يتعرّض بعض الأشخاص لما هو أخطر من الحساسية، وتحديداً التسمّم من الترمس. وفي هذا السِياق، كشفت أبو رجيلي عن «وجود مادة كيماوية سامّة فيه تُعرف بالـ»Quinolizidine Alkaloids». صحيحٌ أنه يتمّ التخلّص من هذه المادة عند تعرّض الترمس للحرق والتقطير، إلّا أنّ التسمّم قد يحدث وإن كان ذلك نادراً».
وشدّدت على «ضرورة ألّا تتخطى هذه المادة نسبة 0,02 في المئة في المنتجات التي تحتوي على الترمس مثل دقيق الترمس، وخبز الترمس، وحتى في بعض الأدوية العلاجية التي يدخل الترمس في تركيبتها».
إنّ تناول الترمس الذي يحتوي على نسبة عالية من المواد السامّة قد يهدّد الحياة
ولفتت خبيرة التغذية إلى أنّ «التسمّم من الترمس قد يولّد مجموعة أعراض تشمل جفاف الفم، وتوسّع حدقة العين، وغازات، وانتفاخ في البطن، وألما مِعويا شديدا. وفي حال تناول الترمس الذي يحتوي على نسبة عالية من الـ»Quinolizidine Alkaloids» فقد يشكو الشخص من أعراض أشدّ خطورة تشمل صعوبة التنفس، والعجز عن الرؤية والكلام، والإغماء، وحتى تهديد الحياة».
ad
الطريقة الآمنة لتحضيره
لكنّ الخبر الجيّد أنه يمكن تفادي التسمّم من الترمس من خلال التحلّي بالوعي الغذائي، والامتناع عن تناوله إذا كان مرّ المذاق، والتأكد من أنّ منتجاته لا تحتوي على مادة «Quinolizidine Alkaloids» السامّة بنسبة عالية، والأهمّ معرفة الطريقة الآمنة لتحضيره في المنزل.
وللتخلّص من أكبر معدل ممكن من المواد السامّة المخبّأة في الترمس، أوصَت أبو رجيلي بـ»نقع الترمس في المياه لمدّة 3 أيام، وبعدها يتمّ غليه لمدة ساعة ثمّ نقعه مجدداً لمدة 10 أيام أخرى متتالية، مع الحرص على تجديد المياه يومياً طوال هذه الفترة. وبعد انتهاء مدة النقع يُضاف إليه الملح ويمكن الاستمتاع بمذاقه اللذيذ بعيداً من الأضرار».
ودعت أخيراً إلى «استشارة الطبيب أو خبيرة التغذية عند الشكّ في وجود أي تحسّس غذائي لتقديم الارشادات اللازمة وتعلُّم أصول التعامل مع الحساسية».